responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 99
لا يدخلان في حسابنا لأنهما لا يعنيان غير الكلام المكتوب. ولا يدخل في الحساب بالنسبة للشخص الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة إلا الصورتان الشفوية والسمعية، ولكنا، حتى منذ ابتداء الفصل الأول، قد ذكرنا من البواعث ما يدفعنا على جعلهما صورة واحدة "انظر ص44".
ومن جهة أخرى ليس علينا أن نعمل حسابا للاختلافات التي تنتج في نشأة تكوين الصور اللفظية. فنحن نعتبرها مكونة نهائيا في مخ المراهق الذي يتكلم لغته القومية. ونحن نأخذ كلام المراهق كما يسير سيره العادي، بناء على التحصيل الذي تلقاه منذ طفولته الأولى.
على كل طفل أن يخلق هو نفسه ومن كل وجه كلامه، وإذن فالصور اللفظية التي ليست إلا بعض وقائع الاختبار تحولت في المخ إلى إمكانيات لغوية، وعلى الطفل أن يحصلها شيئا فشيئا وأن يربيها. وإنه ليتعذر علينا أن نتمثل أطوار هذا التحصيل بناء على الصورة التي بها نتعلم لغة أجنبية في سن المراهقة. لأن تعلم لغة أجنبية يقوم دائما على أساس اللغة القومية. فإن الإنسان يسير بطريقة الاستبدال، ويسعى إلى تكوين معادلات بأن يرص في ذاكرته كلمات وجملا من اللغة التي يتعلمها إلى جانب كلمات لغته القومية وجملها. كما يعتمد هذا التحصيل في غالب أحيانه على الكتب، فيعتمد على الكلمات المكتوبة ويتخذ أساسا له نوعا من البنية النحوية المصطنعة إن قليلا وإن كثيرا.
أما العمل الذي يتم في دماغ الطفل فيختلف عن هذا اختلافا كليا. فإن الطفل يتلقى عمن يحيطون به جملا جاهزة تفيد التعبير عن بعض الأوامر أو بعض الحاجات، أو عن بعض الوقائع فحسب: "انصرف"، "أنا جوعان"، "الجو صحو" ... إلخ. كل هذه تختزن في الدماغ وتكون بعددها صورا لفظية، صورا تصقل وتتحدد كلما تكاثرت؛ لأن هذه الصور تصير -بواسطة الاستبدال الذي يعتاد عليه عقل الطفل بسرعة- جديرة بالتعبير عما في الأشياء والأفكار والعواطف من تنوعات جمة، وتتلون بجميع ألوان التفكير على اختلافها. فإذا ما انتهت مرحلة التحصيل، كان في حوزة الطفل مجموعة من الصور اللفظية التي تظهر من تلقاء نفسها في الدماغ كاملة التكوين، وعلى استعداد تام لتحقيقها عمليا.

نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست