responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غرائب الاغتراب نویسنده : الآلوسي، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 88
ارتفاعه حساً أو على وجه يحجبون عن خوف التوقع. قال وكل من الاحتمالين واقع في بعض الأوقات مع عود العذاب بعد ذلك. ونقله عن كتابه قدس سره إبداء النعمة. بتحقيق سبق الرحمة. ونقل عنه أيضاً أن قوله تعالى لا يقضي عليهم فيموتوا. ولا يخفف عنهم من عذابهم. وما في معناه إخبار عن حالهم في مدة الانتقال فلا ينافي التخفيف بعد انقضاء أمده بمقتضى الرحمة السابقة اه) وأقول (قد نقل الكوراني في مشرع الورود. إلى مطلع الجود. عن البيهقي أنه قال يجوز أن يخفف عن الكفار من العذاب الذي يستوجبونه على ما ارتكبوه من الجرائم بما عملوه من الخيرات اه وعليه فمتى جاز التخفيف بالعمل جاز التخفيف بالرحمة السابقة) ثم (أن ظاهر كلام العلامة ابن القيم في كتابه شفاء العليل إبقاء كلام الحبر على ظاهره حيث قال بعد نقله. وهذا التفسير عن ابن عباس يبطل قول من تأول الآية على أن معناها سوى ما شاء الله من نوع العذاب أو قال المعنى إلا مدة مقامه قبل الدخول. من حيث بعثوا إلى أن دخلوا أو أنها في أهل القبلة وهذه كلها تأويلات باردة ركيكة لا تليق بالآية انتهى فتأمل ولا تغفل. ثم اعلم أن الشيخ إسماعيل حقي ذكر في كتابه الفيض عن شيخه الشيخ عثمان أن الله تعالى إنما يعذب الكفار في النار بما يطيقون وأنه استدل على ذلك بقوله تعالى لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ولم أر ذلك لغيره فتأمله وتأمل استدلاله. وإنما ذكرت ما ذكرت لشدة مناسبته لما ذكرته في تفسير الآية مع ما فيه من الغرابة وتوهين أمر الاعتراض على الشيخ الأكبر قدس سره حيث تضمن الإشارة إلى عدم الجزع بما شاع عنه من القول بعدم خلود الكفار لكن رأيت أنا في بعض كتبه أن السور الذي يضرب بين الجنة والنار يهدم حيث شاء الله تعالى فتتحد الداران ويبقى أهل النار في أماكنهم منعمين ولا يقصر نعيمهم عن نعيم أهل الجنة أو ما هذا معناه. وقد أجاب النابلسي عن ذلك بما أجاب. والله تعالى أعلم وهو الموفق للصواب.) ومما اتفق (لهذا الفاضل المترجم. صانه الله تعالى من كل مكروه وسلم. أنه حضر درس الحضور في العشر الأول من رمضان. زمن السلطان الغازي المرحوم محمد خان. فأمر أن يكون هو المقرر. وأمر الشهرلي السيد حافظ أفندي أن يكون المعترض والمنقر. وكانت الآية التي فيها يبحثون. قوله تعالى) وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون (فلما شرع في التفسير. وخاض في ساحل التقرير. قال له يا بحر العلم وعبابه. ما الفرق بين التوبة والإنابة. فاختطفت هيبة المجلس من يده الجواب. وأخذت الدهشة بفيه فلم ينطق بخطأ ولا صواب. فاعتراه من الخجل. ما لا يعلمه إلا الله عز وجل. فقام بدمع سائل. وقلب منكسر على ذلك السائل. وكم قد سئل في ذلك المجلس عالم فعجز عن الجواب. وقام وعليه من الاكتئاب أضفى جلباب. والإنصاف أن مثل هذا العجز لا يضر بصدور العلماء. فعلم كل شيء مخصوص برب الأرض والسماء. وقد اختلفوا في جواب هذا السؤال. فمن قائل لا فرق بين التوبة والإنابة بحال من الأحوال. ومثلهما الأوبة. فهي أخت الإنابة والتوبة. ومن قائل أن الإنابة أعلى رتبة من التوبة. لما فيها ما فيها. مع اتخاذ العبد مولاه وكيلاً في جميع أمره. فكأنه أنابه عنه في ذلك فلا يحتاج إلى ما يختاره في جهره وسره. والأوبة أعم منهما وشاملة لهما. ومن قائل أن في التوبة رجوعاً إليه تعالى رغبة في ثواب ورهبة. وفي الإنابة رجوعاً إليه تعالى تشرفاً بعبادته أو قبولاً لتكاليفه أو لغرض من الأغراض غير الرغبة والرهبة. وفي الأوبة رجوعاً إليه سبحانه بمجرد الحب والاستحقاق الذاتي كأوبة المسافر إلى وطنه حباً له وإن لم يكن له فيه أهل أو ولد فالتوبة للعوام. والإنابة للمتوسطين وإن شئت فقل للخواص. والأوبة للخواص. وإن شئت قلت لخواص الخواص. ونظير ذلك ما قيل في العبادة والعبودية والعبودة. ومنهم من عكس في التفرقة بين الإنابة والأوبة ومن قائل غير ذلك. وإثبات الفرق لغة أصعب من خرط القتاد ولا مشاحة في الاصطلاح. والتفنن في التعبير من سنن القرآن العظيم. وأظن أن في إحياء العلوم وعوارف المعارف ما يتعلق بذلك. فارجع إليهما والله تعالى الموفق. ثم أن هذا الفاضل المومى إليه. لا زالت طلبة العلوم عاكفة عليه. معلم اليوم في بعض المكاتب الجديدة. وعيشه بين أمثاله في الجماعة حميدة. وقد أجازني بجميع

نام کتاب : غرائب الاغتراب نویسنده : الآلوسي، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست