responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غرائب الاغتراب نویسنده : الآلوسي، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 89
مروياته. وكتب لي في ذلك أبياتاً من منشآته. وقد ضاعت مني جزاء الله تعالى خير الجزاء عني.
) ومنهم ذو الحظ الجلي. مصطفى أفندي الودين لي (نسبة تركية إلى ودين بكسر الواو والدال المهملة بعدها ياء مثناة تحتية مكسورة بعدها نون بلدة محكمة رصينة واقعة على ساحل نهر طونة تشتمل اليوم على نحو عشرين ألف نفس. وهذا ثاني الرجلين اللذين وعدنا بترجمتيهما. وبيان صفتيهما. وهو وكيل الدرس اليوم. وله شهرة تامة بين القوم. وقد أجمعوا على أنه في المجالس بأقل. وفي المدارس سحبان وائل. وقد اجتمعت به مراراً فلم أشم منه رائحة العلوم. مع أني بفضل الله تعالى لست بالمزكوم. ولم أجتمع به في مدرسة. ولا سمعت تقريره ودرسه. نعم اجتمعت به عند حضرة شيخ الإسلام. فجرى بحث ما قاله في دلالة القرآن العلماء الأعلام. فقلت أنه قال غير واحد القرآن قطعي الورود ظني الدلالة. فقال لي قد غلطت في نقلك. وصدر منك ما لا ينبغي أن يصدر من مثلك. فقلت ما الذي صدر. ومعاذ الله تعالى أن أجيء بالصقر والبقر. فقال أنهم يقولون القرآن قطعي الثبوت. وأنت قلت قطعي الورود. فكان يلزمك أن تقول كما قالوا ولا تعدل إلى لفظ غير معهود. فتبسمت من قوله. وعجبت من ذلك على ما يزعمون من فضله. فقلت لا حظر علي في تغيير التعبير. ورواية الحديث بالمعنى جائزة للعالم البصير. على أنه إن أردت بضمير الجمع. في أنهم يقولون جميع العلماء فهو في حيز المنع. والاستقراء التام. ما لا يكاد يتحقق في مثل هذا المقام. وإن أردت بعض العلماء. فذاك مما ليس لك فيه غناء. على أن اللائق بمثلك. والأهم لمن فضله كفضلك. أن يتكلم في تحقيق هذا المطلب. وتمييز الأصوب فيه عن غير الأصوب. فإن كون القرآن ظني الدلالة يقتضي تقديم الدليل العقلي على السمعي. والحال قد قال الشيخ الأكبر قدس سره:
على السمع عوننا فكنا أولي النهى ... ولا علم فيما لا يكون عن السمع
وقال أيضاً:
فقل لعقلي اقصر فنقلي ... يهدي إلى العلم والرشاد
وقال أيضاً:
كيف للعقل دليل والذي ... قد بناه العقل بالكشف انهدم
فنجاة النفس في الشرع فلا ... تك إنساناً رأى ثم حرم
واعتصم بالشرع في الكشف فقد ... فاز بالخير عبيد قد عصم
أهمل الفكر ولا تحفل به ... واتركنه مثل لحم في وضم
إن للفكر مقاماً فاعتضد ... به فيه تك شخصاً قد رحم
كل علم يشهد الشرع له ... هو علم فيه فلتعتصم
وإذا خالفه العقل فقل ... طورك الزم ما لكم فيه قدم

نام کتاب : غرائب الاغتراب نویسنده : الآلوسي، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست