responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غرائب الاغتراب نویسنده : الآلوسي، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 87
) ومنهم تذكرة العلامة الثاني. حضرة حسين أفندي الداغستاني (وهو شيخ قد حدب. وأكل الدهر عليه وشرب. وكاد يقطع عنه طله. ويمح بلعاب أصباحه ظله. جاء زمن السلطان الغازي محمود خان. مهاجراً إلى إسلامبول. فأكرم عليه الرحمة هجرته ووصله بغاية المأمول. حيث رآه قد استحال فضلاً. وعلا بالمحاسن محلاً. وقد رأيته أنا ذا اطلاع تام على دقائق المعقول. ومشاركة كاملة في حقائق المنقول. تكرمه الرجال وتحترمه. وتواصل إعظامه ولا نحترمه. يستحي من ظله. ويغض طرفه حياءً حتى عن أهله. يتقاطر وجهه نوراً. ويزيدك النظر إليه سروراً. واتفق أن جاءني زائراً. ولقلبي الكسير جابراً. فقلت له يا سيدي أنا أولى بأن أجيء أولاً لزيارتك. وأتشرف بتقبيل عتبة مدرستك. فلم يا مولاي سبقتني. وبمزيد لطفك أخجلتني. فقال أشكل علي أمر الاستثناء في قوله تعالى) فأما الذين شقوا ففي النار (الآيتين. فراجعت تفسير البيضاوي عليه الرحمة فلم أر فيه ما تقر به العين. فراجعت تفسيرك روح المعاني. فوجدت فيه ما أراحني مما عناني. فكان حقاً علي أن أزورك ولو سعياً على رأسي. وأزيل بزلال رؤيتك أوام نفسي. فرأيت منه إنصافاً. لا يوجد مثله عند مدرس هناك وإن صافا. وكان الذي ذكرته كلام بعض العلماء الأعاظم. وقد سبقه إليه محيي السنة البغوي في المعالم. ونص ذلك بعد ذكر الآيتين) اختلفت (أقوال العلماء. في توجيه هذا الاستثناء. على وجه يندفع به احتجاج أهل الأهواء. والذي يلوح لذهني الكليل. والله سبحانه أعلم بمعاني التنزيل. أن الاستثناء في الموضعين مبني على الفرض والتقدير. والمعنى إلا ما شاء الله أي إن شاء أي لو فرض أن الله تعالى شاء إخراجهم من النار أو الجنة في زمان لكان مستثنى من مدة خلودهم. وإن كان ذلك لا يقع البتة لدلالة القواطع على نفي وقوعه.) ثم النكتة (في هذا الاستثناء والله تعالى أعلم إرشاد العباد إلى تفويض الأمور إليه تعالى وإعلامهم بأنها منوطة بمشيئته عز وجل يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. لا حق لأحد عليه ولا يجب عليه شيء كما قال سبحانه) فعال لما يريد (. وعلى هذا يكون المراد بالذين شقوا الكفار فقط فإنهم الأحقاء بهذا الاسم على الحقيقة. وبالذين سعدوا المؤمنين كافة مطيعهم وعاصيهم فيكون التقسيم في قوله تعالى فمنهم شقي وسعيد للانفصال الحقيقي ولا ينافيه قوله تعالى ففي الجنة لأنه يصدق بالدخول في الجملة. ولعل هذا التأويل هو الحق الذي لا معدل عنه إن شاء الله تعالى اه) وأنا أقول الآن (. ينبغي أن يحمل على هذا ما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تفسير آية الأنعام) ويوم نحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك عليم حكيم (. ففي تفسير علي بن طلحة عنه أنه قال في تفسيرها لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله تعالى في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا ناراً. وقال الطبراني وروي عن ابن عباس. أنه كان يتأول في هذا الاستثناء. أن الله عز وجل جعل أمر هؤلاء في مبلغ عذابه إياهم إلى مشيئته. لا على معنى تحقق مشيئة الخروج فإن ذلك خارج عن مقتضى ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم. وأجمع عليه أهل السنة. ولعل ما أخرجه عبد بن حميد في تفسيره من رواية الحسن عن عمر رضي الله تعالى عنه لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون فيه. فخبر منقطع لا يصلح أن يعول عليه. ولو ثبت يلزم أن يحمل أهل النار فيه على الموحدين. وكذا في حديث ابن مسعود الذي رواه عنه عبيد بن معاذ ليأتين عليها زمان ليس فيها أحد أو يراد بالنار في ذلك جهنم وهي الدرار الأعلى الذي فيه العصاة من المؤمنين فقد ورد أن جهنم لا يبقى فيها أحد وأنها ينبت في قعرها الجرجير. وما شاع عن الشيخ الأكبر قدس سره من القول بعدم خلود الكفار وانقطاع العذاب عنهم بالكلية فقد أنكره بعض الصحابة وقال أنه إنما ذهب إلى انقطاع العذاب على الوجه المخصوص أعني ما أشار له قوله تعالى) ففي النار لهم فيها زفير وشهيق (. وجعل الاستثناء من الخلود على هذا الوجه فالمعنى إلا ما شاء ربك فلا يكونون خالدين فيها على الوجه الذي هو أن يكون لهم فيها زفير وشهيق. بل خالدين فيها أما على وجه آخر من العذاب كتوقع العذاب مع

نام کتاب : غرائب الاغتراب نویسنده : الآلوسي، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست