) ومنهم طاهر النسب. تقي الدين أفندي مفتي حلب (وهو محبوك الطرفين. مشهور الجدين. فجده من جهة أبيه عبد الرحمن أفندي الأوحدي. الفاضل المشهور حسن أفندي. وجده من جهة أمه المنكر على حضرة مولانا الشيخ النقشبندي. شيخ صفعة المرعشي محمود أفندي. وهذا لولا الإنكار. لعد ممن لم تسمح بمثله الإعصار. فوا أسفاً على فضله. كيف أنكر على من لم ينكر منصف على مثله.) وقد اجتمعت (غير مرة بهذا المفتي السامي بنسبه إلى المجرة فلم أجد فيه ما يحمد إلا أنه ذو نسب. وكان الحري في رأيي أن يكون الحاج يوسف بك بدله مفتي حلب.
) ومنهم الشيخ عبد الفتاح أفندي. أحد خلفاء حضرة مولانا الشيخ خالد المجددي (. وهو من مشاهير مشايخ العصر. ومنشؤه من قرية في نواحي كردستان تسمى بالعقر. وكان في مبدأ أمره خادماً لحضرة ملحق الأصاغر بالأكابر الشيخ يحيى العمادي. وكان صادقاً جداً في خدمته لا يفارقه أصلاً في كل نادي. وقرأ عليه طرفاً من فقه الشافعية. مما يتعلق بالعبادة البدنية والوظائف المالية. ثم قرت بالانتساب إلى الطريقة النقشبندية منه العين. وطار إلى عرش الخلافة بين مريديها بهمة حضرة مولانا ذي الجناحين. ولم اختلى في خلوات القبور معظم الخلفاء العظام. انتهت إليه رياسة الطريقة وصار المشار إليه بين الخاص والعام. وإذا اختفى النيران. ظهرت صغار النجوم للعيان. فأتته الدنيا منقادة. بسلاسل ما أظهر من العبادة. فامتلأ صندوق من ذهبه. لكن سلط الله تعالى عليه من ذهب به. ولما رأى صندوقه فارغاً كفؤاد أم موسى. دخل القسطنطينية فعاد يهدي لصندوقه ما يهدي إليه كيساً فكيساً. حتى عاد لأولى حالتيه. وحلاه بأولى حليتيه. وليس ذلك معاذ الله تعالى عن شغف بالدنيا الدنية. كما يزعمه بعض إخوانه في الطريقة العلية النقشبندية. وإنما علم بالكشف أو نحوه قرب قيام القائم. وأنه ربما يحتاج لذلك أول أمره قبل أن تكثر الغنائم. فألح عليه قوي ديانته. أن يدخر ذلك لإعانته. فادخره إلى تلك الأوقات. وكف عنه أكف الأقوات. وإنما الأعمال كما صح بالنيات. وهو مع ذلك حسبما أظن يزكيه. كما يزكي نفوس مريديه. فلا تظن أيها السامع. أنه كالحد التام جامع مانع..) وبالجملة (هو رجل حمول. عنده من الصبر على القدح فيه حمول. وأنه شيخ عاقل. وعن مصالحه غير غافل. يحب دار السلطنة. ولأمرٍ ما يقيم فيها السنة بعد السنة. وكم جاءها وهو ماشي. وعليه من مزيد التعب غواشي. وهي وإن لم يكن فيها تكيته. لكنها فيها زبيته. وقد تبوأ اليوم إذ جاءها لبعض مصالحه الدنيوية. تكية صفوتي باشا التي بناها للشيخ يوسف أفندي أحد الخلفاء النقشبندية. وهو بصدد أن تقصر عليه. حيث توفي الشيخ المشار إليه. ولم يترك إلا ولداً يعد ابن لبون بين الناس. فما يصنع مع شيخنا وهو والحمد لله تعالى بأزل قنعاس:
وابن اللبون إذا ما لز في قرن ... لم يستطع صولة البزل القناعيس
وقد رأيته ذا اعتبار. عند كثير من الكبار. وهو يداري الصغير والكبير. ويعامل حسبما ينبغي الوزير والمشير. وأكثر اعتنائه بالكتبة. إذ بدهم أقلامهم يدرك إربه. ولله تعالى دره من لقف. يعرف من أين تؤكل الكتف. وكثيراً ما ترددت إليه وتررد إلي. وذلك لحقوق إخاء لي عليه وحقوق كذلك له علي. وقد بدأني بمكرمة أعظمت في قلبي هممه. قبل أن أشاهد جسمه أو أعرف اسمه. فأنا مقر بأياديه. ولولا أني اعتدت قول الحق لسكت عما فيه. على أنه ما هتكت بذاك ستره. إذ يعرف منه ما ذكرته من جالسه ولو مرة.
وتعذلني إفتاء سعد عليهم ... وما قلت إلا بالذي علمت سعد