responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد    جلد : 1  صفحه : 137
ونحن تحت ظلال ضيافة السلطان الأفضل الانجد الأمجد الأكمل سراج الدولة وريحانة الملك وطليعة النجابة أبي زكرياء يحيى بن مولانا أمير المؤمنين أبي يحيى أبي بكر أعلى الله أمرهم وأعز نصرهم، فهو أسد الحملة وفارس الجولة الذي جاء بئاية أوضح وأجلى وطلع من قنية الملك ابن جلا، فأحكم الله بأخباره أخبار الأول كما نسخ بهذه الدولة وملوكها الملوك والدولة، وجعلها مستولية على جميع المآثر والأثر، مستوفية لكل المجد من عين وأثر، وأقمنا يطاف علينا بالطيبات والطيب بين العود الرطب وجني الغصن الرطيب والنادي الذي احتوي الشادي الشادي الشادن والأديب اللبيب وجمع مه الصادق، والحميم الحبيب، هو الفقيه الأجل الفاضل أبو الحسن على بن محمد المشتهر بالحمى:
شقيق أخاء لا شقيق أخوة ... نسيب صفاء أن ذكرت نسيبا
أحلته هنالك الأقدار واطمأنت به في تلك المدينة الدار، ونزح في طلب العلم عن الأوطان حتى صار كتابا لهذا السلطان فتمتعت بموانسته وتمنعت إلا عن مجالسته. وتعاطينا أحاديث كأنها رضاب وفوائد لها بيننا اقتضاء واقتضاب:
أحاديث أحلى في النفوس من المنى ... وألطف من مر النسيم إذا سرى!
وتذكرنا أزماننا بغرناطة، سقى الله أرجاءها المشرقة. وأغصانها المورقة، ولله أيامنا بها التي كانت موشية. وعكوفنا على العلم فيها غدوة وعيشة وقد امتد ببغيتنا في ميدانها عنان. وجن بتسنى أمنيتنا فيها جنان، والزمان غلام، والدنيا تحية وسلام. والغصن رطيب وبرد الشباب قشيب والشمل جامع، والدهر مجيب وسامع، وأيامنا أعياد وللسعد في زماننا انقياد ولا هم إلا مباحثة صحاب، أو مجاذبة آداب أو ائتلاف على تأليف درر الفوائد وانتداب، فبالغ الزمان في تفريقنا حتى بلغ الغاية، وأبدى من تغريبنا وتشريقنا العجب والآية، وذهب البين بنا كل مذهب وقدر لنا أن اجتمعنا ببجاية:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن أن لا تلاقينا
وحين تباثتنا الأسرار، وتناشدنا الأشعار، وأنشدني من المقطوعات ما لم أرضه ولا أثبته وكنت قديما قد سمعته فنبذته، فقال لي: إنما الأعراب للأسماء ولا يجوز التيمم مع وجود الماء إياك أردنا، وأنت فأنشدنا فأنشدته في المعنى الذي أشار إليه والمورد الذي حام عليه لجمال الدين بن العطار:
إذا ما بدا مرخى الذؤابة وانثنى ... ضحوك الثنايا مرسل الصدغ في الخد
بدا البدر في الظلماء والغصن في النقا ... وزهر الربا في الروض والآس في الورد
وأنشدته لبعض الفضلاء من أهل العصر:
تأمل ترى خضرة الشارب الذي ... على الشفة اللمياء والمورد العذب
زمردة خضراء فوق عقيقة ... وتحتهما سمطين من لؤلؤ رطب
وأنشدته لبعضهم:
لم يكفهم وهو روض حسن ... حراسة الأعين المراض
خافوا على زهره قطافا ... فشوكوا حائط الرياض
وأنشدني لأبي فراس الحمداني:
من أين للرشا الغرير الأحور ... في الخد مثل عذاره المتحير
رشا كان بعارضيه كليهما ... مسكا تساقط فوق ورد أحمر
وأنشدته لابن المعتز:
يحيى النفوس إذا يشاء بقربه ... ويميتها بفتور طرف ساج
لاح السواد بخده فكأنه ... سبج أضيف إلى جوانب عاج
وأنشدته لأبي القاسم بن كامل:
وهويت سكران اللاحظ أغيدا ... يحيى فتور جفونه ويميت
للحسن كافور على وجناته ... ولصدغه مسك عليه فيت
وأنشدته لابن كامل أيضا:
نبت العذار بخده فكأنما ... نبتت بروضات الربا ريحانها
وكأن نارا للجمال بخده ... شبت فلفع عارضيه دخانها
وأنشدته للعماد الأصبهاني:
ومعذر لعب الدلال بطرفه ... وبعطفه فكلاهما نشوان
وتواقعت نار الصبا في خده ... مع مائه فعلا هناك دخان
وأنشدته لعز الدين ابن العجمي:
لهيب الخد حين بدا لعيني ... هوى قلبي عليه كالفراش
فأحرقه وصار عليه حالا ... وهذا أثر الدخان على الحواشي
وأنشدته لأبي تمام غالب بن باح:
يا سالب البدر المنير جماله ... ألبستني للحزن ثوب سمائه
أحرقت قلبي فارتمى بشرارة ... نزلت بخدك فانطفت في مائه
وأنشدته له أيضا:
يا حبيبا له الفؤاد محل ... كيف يجفو وأنت في سودائه

نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست