responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد    جلد : 1  صفحه : 133
وما برحت مع صاحبي الفاضل ألقى من فوائده انتفاعا، وأرى من أخلاقه انطباعا واجد من أكنافه رحبا واتساعا. وأرد من موارد كرمه مناهل أشيم برق الجنى من سحائبها لماعا، وهو وإن كان أمامي الذي به اقتديت فقد روى عنى كما عنه رويت فإنه لم يمهلني سوى ريثما نزلت عن ظهر الجواد، حتى طلبني بما حصلت بعده من الفوائد والأناشيد في تلك البلاد، فأرسلت عليه سيلا عرما من الأنشاد، وهمت معه من الأدب في كل واد، فكان مما أطربه من ذلك وأعجبه ولم يلبث أن قيده ساعته تلك وكتبه من فلق فيه، وبديع قوافيه شيخنا الإمام عز الدين أبو إسحاق بن حباسة المتقدم الذكر لشهاب الدين التلعفري مقدم شعراء الناصر وذلك قوله:
أي دمع من الجفون أسأله ... إذ أتته مع النسيم رسالة
حملته الرياح أنفس عطر ... أودعتها السحائب الهطالة
مر فيه والزهر زاه فأضحى ... ناشرا فوق نوره أذياله
نشر القلب نشره من غرام ... بات فيه مكابدا بلباله
عذبته من قلبه عذبات ... وفروع على اللوى مياله
يا خليلي وللخليل حقوق ... اجبات الأحوال في كل حاله
سل عقيق الحما وقل إذ تراه ... خاليا من ظبائه المختالة
أين تلك المراشف العسليا ... ت وتلك المعاطف العسالة
وليال قضيتها كلئال ... بغزال تغار منه الغزالة
بابلي الألحاظ والرمق والألفا ... ظ، كل مدامة سلساله
ونقى الجبين والخد والثغر ... فطوبى لمن حسا جريا له
وسقيم الجفون والعهد والخصر ... وكل أراه يشكو اعتلاله
وطويل الصدود والشعر والمطل ... فمن لي بأن يديم مطاله
ما كساني ثوب السقام دقيق ... النسج إلا جفونه الغزالة
وإعذابي بعذب تلك الثنايا ... وأغليلي بما حوته الغلالة
من بنى الترك كلما جذب القوس ... رأينا في قوسه بدر هالة
يقع السهم حين يرمي فما تدري ... يداه أم عينه النبالة
قلت لما استباح دين وصالي ... وهو مثر وقادر لا محالة
بيننا الشرع قال سر بي فعندي ... من جمالي لكل دعوى دلالة
شهودي من خل خدي قدي ... لي شهود معروفة بالعدالة
أنا وكلت مقلتي بدم الخلق ... فقالت قبلت هذي الوكالة
وقوله:
تولهي بك شيء عنك غير خفي ... فراقب الله في الهجران لي وخف
واعدل عن الظلم واعدل في النفوس ولا ... تجر على المستهام المغرم الدنف
يا راميا أسهما من لحظ ناظره ... فوق فغير فؤادي ليس من هدف
سبحان معطيك خصرا غير مختص ... من العذاب وعطفا غير منعطف
إذا شكوت لترثي لي وترحم ما ... ألقاه من وجدي المضني ومن كلف
يردني آيسا من ذاك عارضك اللا ... مي والمنثني من قدك الألف
وأنشدته مقطوعات كثيرة فكان مما أعجبه منها قول بعض المشارقة:
بهت العذول وقد رأى ألحاظها ... تركية تذر الحليم سفيها
فثنى الملام وقال دونك والأسى ... هذي مضائق لست أدخل فيها
وقول بعضهم:
همت في حبها وهامت بهجري ... أنصفتنا فكلنا مستهام
وادعت أن في فؤادي هواها ... صدقت فيه لوعة وغرام
وقول أبي الحسن علي بن طاهر بن مفوز:
أعرضت حين أبصرت شعرات في ... عاري كأنهن الثغام
قلت هذا تبسم الزهر قالت ... قد سعى في صدودك الابتسام
ورأيته معجبا بالرباعيات المشهورة بالدوبيتين، وهي التي أولع المشارقة بها. فجلت معه في هذا الميدان مجالا، وقلت وخير الشعر أشرفه رجالا، وكان مما أنشدته منها قول الملك المعز، بن طغدكين أيوب صاحب اليمن:
قم نشربها سلافة كالذهب ... من قبل حلول عائق أو سبب
لما برزت ولم تزل في حجب ... من خجلتها تبرقعت بالحجب
وقول الشهاب التلعفري المذكور:
قالت: وقد انتضت سيوف اللحظ ... والسحر ممازح لذاك اللفظ
ذا حظك ما ألقه قلت لها ... لو شئت لما كنت قليل الحظ
وقول الملك الأمجد ابن أيوب صاحب بعلبك:
كم حلفت بكل أم وأب ... أن تسمح لي فأعقبت بالكذب
حتى حلفت على التجني فوفت ... ما تصدق إلا في يمين الغضب
وقول مظفر الدين صاحب أربل:

نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست