نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد جلد : 1 صفحه : 130
وما شبهوا بالبحر كفيه في الندى ... ولكنها إحدى أنامله العشر
يدان إذا أومى بها اشتاق صارم ... وحن بسنان وانبرى مأرب يجري
أمنت بها من كل شر أخافه ... من الدهر حتى نمت في مقلة الدهر
خرجت من تونس المحروسة عند طلوع الشمس يوم الخميس السادس عشر لشهر رمضان عن عام أربعين المذكور، ودخلت مدينة) باجة (المحروسة في عشى يوم الجمعة السابع عشر من الشهر المعظم المذكور، وخرجت منها في صبيحة الأحد التاسع عشر من الشهر المذكور ودخلت مدينة) العناب (في ضحوة يوم الخميس الثالث والعشين منه، وخرجت منه في يوم الجمعة الرابع والعشرين ودخلت) قسطنطينية (في عشى يوم الأحد السادس والعشرين من رمضان المعظم المذكور، فنزلت بمنزل صاحبنا الفقيه الجليل الكاتب البارع الناظم الناثر الماجد الأكمل أبي إسحاق إبراهيم بن الوزير الكبير الحسيب الأصيل أبي محمد عبد الله بن الحاج النميري لغرناطي، ذو المعالي العلية، والفنون العلمية، والحكم الأدبية والآداب الحكمية والكرم المفضل والفضائل الكريمة والبلاغة التي لها على البلغاء مزية المزيد، ومزيد المزية، مع الحسب الأصيل. والكفاية في طلب العلم والتحصيل والمعارف التي بها جيد الزمان حال على الجملة والتفصيل شهادة قبل أداؤها من كل نفر، ويثبتها قول الفاروق رضي الله عنه الذي زكى عنده رجلين، أكنت معهما في سفر، فهو صديقي المحق، ورفيقي المرفق، ومعاشري ذاهبا وآئبا في بلاد المشرق، فتهادينا تحية الأصدقاء وتنادمنا بحديث ذلك السفر وأولئك الرفقاء ولا تسأل عن حسن هذا الاجتماع وأنس هذا اللقاء:
حديث تخال الروح عند سماعه ... لما هز من أعطافه تتقصف
ونما الخبر إلى حفيد مولانا السلطان الأجل الأسنى الأسمى الأكمل، أبي زيد عبد الرحمن بن السلطان الأجل الهمام الأوحد المرحوم أبي عبد الله محمد بن مولانا أمير المؤمنين ابن يحيى أبي بكر أيد الله سلطانهم ومهد أوطانهم وهذا الصاحب الفاضل هو كاتبه الذي تحلى بكتابته ملكه، وانتظم بدرر نظمه ونثره سكه وملكه أبوه رحمه الله المماليك والأملاك، فحصل له ملكه فرأى أيده الله أن ينوه بجانبي وأن لا يترك حظه من إكرامي لصاحبي وأمر بتجهيز منزل حافل وانتقالي إليه. وإجراء كل ما احتاجه ويحتوي المنزل عليه، وأقمت أتطرق عوارف أياديه وأحل كل بوم بناديه، وصاحبي يعرفني بما يجتنيه. من أنعامه ويجتبيه، ويطرفني بغرائبه وغرائب أبيه ومنها ما أنشدنيه قال أنشدني لنفسه السلطان، الأجل الفاضل الكامل، ولي عهد أمير المؤمنين قرة عين أبيه وأعين المسلمين أبو عبد الله محمد بن مولانا أمير المؤمنين أبي يحيى أبي بكر رضي عنهم أجمعين:
نكون ملوك الأرض ذاتا ومنصبا ... وأرثا عن الفاروق وهو عظيم
وتملكنا هيفاء خود غزالة ... مريضة طرف أن ذا لعظيم
نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد جلد : 1 صفحه : 130