responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد    جلد : 1  صفحه : 122
قال عاد الدر إلى وطنه، وأنشدني لأبي إسحاق بن سهل المذكور:
تركت هوى موسى لحب محمد ... ولولا هدى الرحمن ما كنت اهتدي
وما عن قلى مني تركت وإنما ... شريعة موسى عطلت بمحمد
قد خرجت جميع ما أنشدني لنفسه ولغيره من القصائد والمقطعات جزءا كبيرا، وممن لازمت تعليمه ولزمت تعظيمه الشيخ الفقيه الإمام أبو عبد الله محمد بم هارون أبقى الله بركته، إمام في الفقه وأصوله. . . وعلم الكلام وفصوله، متوصل بالجد والجد إلى حصله، فهو علم من أعلام المعارف ومعلم لأعلام الحلل الدينية والمطارف، نبغ بما وعى من العلم الأصيلي المعرق، وشفع ما استفاده من علماء بلدة تونس بما استفاده من علماء المشرق، وأظفرته رحلته بالمبرزين العلماء والمدرسين القدماء وآب من رحلته وقد قضى عنه فرضه، واشتاقت إليه أرضه، وكمل فضله، واشتمل على الكمال الإنساني نقله وعقله، فانبسط في العلم بنباهته وانقبض عن العالم بنزاهته، لزم مطالعة حدائق دواوينه، وحدق إلى متونها عيون حذقه وفهمه ودينه، فنفع الله بعلمه بشرا كثيرا، وأودع له في قلوب عباده من القبول حظا كبيرا، ولولا ما رزق من الزهد والقناعة لأعلق به قضاء الجماعة، فنيطت به أحسن تلك المدارس، وغبطت منه بالفوارس وأي الفوارس، فقام العباد بحقه، وصد قافيه الخبر النبوي، فلم يتماروا في صدقه، وعلموا أنه هو السابق في هذا المضمار الذي لا يترشح أحد لسبقه، فازدحم لإفادته أفواج الناس، اقتبسوا علمه، وهو النور الذي لا ينقص بكثرة الاقتباس حتى أقرت له السادات بالتسديد وأحيا الله به سنة الاجتهاد حين وقف غيره على سنن التقليد، فبرز في ميدان تدريسه بما برز، وأحرز من خصل السبق ما أحرز من جلالة القدر، وسعة الصدر، وحسن الخلق واعتدال الخلق، سهولة العبارة وصناعة صياغة الكلام للبداوة والحضارة، وقمع الباحث الملد، ومزج أليفاظ الهزل بالجد كامتزاج الماء بالنار في الخد، إلى تآليف قد اختص فيها بفصاحة اليراعة واقتنص فيها أوضح طرق البراعة، فاحكم أصولها، وأتقن فصولها، ركب على عواليها المثقفة نصولها، واحسن فيها ترتيب الإيراد والاعتراض، والقصد إلى توفية الأغراض، هذا إلى الاختصار والإيجاز، والمأخذ الذي يكاد ينتسب إلى الإعجاز يستوفي الإبداع في ذلك كله ببديهية ملاحظة للغايات البعيدة في اللمحة السريعة القريبة فإليها يطمح الأمل، بها الاعتماد وعليها المعول وهي:
أسرى وأسير في الآفاق من قمر ... ومن نسيم ومن طيف ومن مثل

نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست