نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد جلد : 1 صفحه : 121
له حظ من الأدب وافر، ووجه بمحاسنه سافر، وعناية هو بها مكاثر وأمام ناظم ناثر، رحل إلى المغرب زمان شبابه، وسلك سبيل الهدى ودخل من بابه، فلقى جماعة من جلة العلماء وعلية الفضلاء منهم بسبتة الشيخ العالم العلم أبو القاسم بن الشيخ الفقيه المحدث أبي العباس العزفي اللخمي سمع عليه طائفة من كتاب الدر المنظم تأليف أبيه وكتب له بالسماع والإجازة العامة والشيخ العالم الصالح الإمام في علم العربية أبو الحسين بن الربيع القرشي سمع عليه كثيرا من كتاب سيبويه ومن الإيضاح ومن الجمل ومن شرحيه عليهما وأجازه وكتب له بخطه: والشيخ العالم الناثر الناظم أبو الحكم مالك بن المرحل سمع عليه كثيرا من تأليفه ومن أمداحه في النبي صلى الله عليه وسلم، ومن نظمه ونثره، وأجازه إجازة تامة مطلقة، وقد قرأت عليه كل ما سمعه عليهم من ذلك وحدثني به عنهم، والشيخ الفقيه الفرضى أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر الأنصاري التلمساني قرأ عليه قصيدته اللامية الشهيرة المتضمنة النسب النبوي الكريم، والمعشرات التي له على أعاريض الشعر، والرجز الذي نظمه في الفرائض، وقد قرأت عليه أنا بلفظي جميع ذلك كله، وحدثني به عنه قراءة عليه، ومنهم بغرناطة الشيخ الفقيه المقرئ أبو جعفر بن الطباع قرأ عليه بعض القرآن العظيم وأجازه وكتب له بخطه، والشيخ الأستاذ النحوي أبو الحسن ابن الضائع الأشبيلي سمع عليه كثيرا من إلقائه في علم العربية وأجازه إجازة تامة مطلقة وكتب له بخطه والشيخ الفقيه المقري أبو سهل اليسر بن عبد الله بن محمد بن خلف بن مروان بن اليسر القشيري قرأ عليه جميع الأربعين حديثا عن الأربعين شيخا وهي المسماة بالجواهر والدرر تأليف الشيخ العالم الحاج الزاهد المحدث أبي الحسن علي بن يحيى الأزدي الجياني حدثه بها عن مؤلفها المذكور قراءة عليه، وقد قرأت جميعها عليه، وحدثني بها بالسند المذكور وأشياخه جماعة كثيرة احتوى عليهم برنامجه، وقرأت عليه جميع كتاب التيسير للحافظ أبي عمرو الداني رحمه الله تعالى، وحدثني به عن الشيخ المقرئ المسن أبي بكر بن محمد بن الفقيه أبي عبد الله محمد بن أبي جعفر احمد ابن مشليون الأنصاري البلنسي قراءة عليه حدثه به عن أبي عبد الله بن نوح وأبي جعفر الحصار وأبي عبد الله بن مسعود الشاطبي قراءة عليهم قالوا: حدثنا أبو الحسن ابن هذيل عن أبي داود عن أبي عمرو الداني مؤلفه، قال أبو بكر بن مشليون، وكتب به إلى إجازة أبو بكر محمد بن احمد بن أبي جمرة المرسي عن أبيه سماعا عن مؤلفه، وقد قرأت بلفظي جميع كتاب التيسير المذكور ببلاد المغرب والأندلس وغيرها على أزيد من عشرين شيخا من الشيوخ الجلة الأعلام، وأخذته مبغضا وسماعا عن جماعة أخرى كذلك، كل واحد منهم كتب لي بذلك بخط يده، وأسانيدهم فيه مستوفاة في برنامج روايتي، وقرأت عليه جميع تخميس قصيدة الإمام أبي عبد الله بن أبي الخصال البائية الشهيرة التي أولها) إليك فهمي والفؤاد بيثرب (للشيخ الأديب، الفاضل أبي بكر ابن حبيش رحمة الله تعالى عليه، وحدثني بالتخميس عن ناظمه ابن حبيش المذكور قراءة عليه. وقرأت عليه نظمه الذي خمس به قصيدة أبي إسحاق إبراهيم بن سهل الأشبيلي الإسلامي التي أولها) تنازعني الآمال كهلا ويافعا (وقرأت عليه كثيرا من نظمه، وأجازني وكتب لي بخطه ومولده بمدينة مرسية جبرها الله تعالى في اليوم الثاني والعشرين من شهر رمضان المعظم من عام خمسين وستمائة وأخبرني رضي الله عنه قال خمست هذه القصيدة العينية المذكورة منذ عشرين سنة فارطة عن التاريخ وكنت في حين تخميس لها رمد العينين فساعة ما أتممت تخميسها برئت من الرمد وشفاني الله تعالى وعاد بصري كأحسن ما كان، وهو والحمد لله كذلك إلى الآن ما شكوته بعدما كبر السن، وأخبرني قال: أخبرني بمدينة سبتة شيخي أبو الحكم مالك بن المرحل رحمه الله تعالى قال: كان هناك معنا أبو إسحاق إبراهيم بن سهل المذكور وقد حسن إسلامه ولازمت الجماعات صلواته، ولازم القراءة واشتغل بها ونظر في الأدب فنبغ في الشعر وكان من جملة كتاب علي بن خلاص صاحب سبتة إلى أن عين ابن خلاص ولده رسولا إلى المنتصر ملك تونس، ووجه ابن سهل معه فركبا في البحر في غراب، وسار إلى أن هال البحر فغرقا معاهما، وكل من كان ركب معهما ولم يخرج منهم أحد، ولما بلغت المستنصر وفاة ابن سهل في البحر
نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد جلد : 1 صفحه : 121