نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد جلد : 1 صفحه : 120
يمضي الزمان وما أزور ديركم ... من كثرة الرقباء عند الملتقا
وأريد أسبح في الدموع إليكم ... فأخاف من ضعف القوى أن أغرقا
وأرد عن برد النسيم تنفسي ... أخشى يهب لكم لهيبا محرقا
أما غرامي من هواك فإنه ... باق ولكن في السلو لك البقا
وأخذت فيما كنت فيه من معرفة ولي أصطفيه أو عالم أبادر لملازمته وتحفيه، فممن لازمته كثيرا، وأخذت أولا وأخيرا، الشيخ الفقيه الأديب أبو العباس أحمد عبد الله الأنصاري المعروف بالرصافي شيخ صالح غاد في طاعة الله رائح معهم في الحق، أخذ بالجد والصدق، لا يخالط أحدا ولا تراه إلا منفردا مشتغل بالعلم والعمل، خال من الحرص والأمل، محافظ على أوقات العبادة متقشف في أحواله تقشف الزهادة، مقتصد اقتصاد العليل، مقتصر على أقل القليل، قد استعد للرحيل، وشمر للعبادة بجسمه النحيل ورسمه المحيل فاستنفد الدهر علالته، واستنشق بلالته وغادره كالخيال الشعري، والغرض الأشعري، فهو يتظاهر بشعار المتحلم ويسفر عن سن عوف بن محلم عزيز النفس نبيل الحدس، قوي المنة على الهمة مقبل على الأمور الدينية المهمة، مهتم بما ينيله خير الدارين، قليل العيال، وقلة العيال إحدى اليسارين، قد سلك في العزلة أحسن المسالك وعمل على ما قاله إمام البلاغة بن مالك:
منغص العيش لا يأوى إلى دعة ... من كل ذا بلد أو كان ذا ولد
والساكن النفس من لم ترض همته ... سكنى مكان ولم يسكن إلى أحد
نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد جلد : 1 صفحه : 120