responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد    جلد : 1  صفحه : 117
وهذا الشيخ جمال الدين من كبار علماء المسلمين، اعلم الناس بمذهب الإمام مالك وأعلاهم في دلالة تلك السبل والمسالك، نسب أشهر من الشمس في السماء وحسب كاتساق عقد النجوم في نحور الظلماء، وخلق أندى من الزهر وأسوغ من الماء إلى سبق في المنطق والجدل وحذق في الأصول والفروع، موقعي من الخطأ والخطل، وتشبث بأهداب من الآداب وتمسك من الرواية عن علماء أهل بيته وغيرهم بأسباب، وشأن هذا الرجل عجيب في نبوغه في طريق العلم وبلوغه، إلى أعلى مراتب التقى والعلم وأطباق الناس على تعظيمه وحبه، وانقباضه عنهم وانقطاعه إلى ربه، به يضرب المثل في العلم والزهد، وعند كلامه يقف الكلام في الفتوى والرد، مقبل على الآخرة معرض عن الدنيا، عار من زخرفها إلا ما يتخذه من ثوب حسن جميل حسنه وجهه الجميل. فترى رجلا زينه الله بهيبة وجلال وألقى عليه مسحة جمال، وأكرمه أن يشغله بأهل أو ولد أو مال، فكان إذا خرج من مدرسته حيث سكناه وتدريسه، لم يخلف وراءه ما يتشوق إليه، وحفظ الله عليه حسنه من شبابه إلى شاخته فلم يتغير له ديباجه ولا انقطع عجب النواظر منه وعجبها به، لازمته كثيرا، وأفادني من أفانين العلم المحفوظ وقوانين المفهوم والملفوظ ما لا يفيده إلا الأعلام الجلة. وسمعت عليه جميع الجزء المحتوي على ثلاثين حديثا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثلاثين شيخا، وبآخره فوائد وأناشيد متصلة به تخريج الإمام الحافظ أبي الظفر منصور بن سليمان بن منصور الهمذاني رواية الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي طالب الأزدي المعروف بابن الدهان عنه حدثني به عن أبي الدهان المذكور سماعا عليه، وأطلق لي أن أحدث عنه وأن نفيد ما استفدته منه وأجازني إجازة تامة، مطلقة عامة، وكتب لي بخطه، وأخبرني رضي الله عنه قال رأيت ليلة من الليالي رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم جالسا وعن يساره امرأة بيضاء اللون والثياب فلما وقعت عيني عليها صرفت وجهي عنها مسرعا ثم رددته فرأيتها فصرفت وجهي عنها أسرع من المرة الأولى فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هي عائشة فقلت: قال أبو حامد الغزالي قال فأصغى إلي مقبلا على كلامي عندما ذكرته له في الوسيط له وتخمين الظن فيما لا حاجة إلى العمل به في الحال تضييع زمان واقتحام خطر فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعم نعم، قال: ثم شكوت له صلى الله عليه وسلم قضية، فقال لي: إذا دخلت الحمام لا تتكلم، قال: ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الكريمة على ناصيتي وقام فقمت خلفه ثم رقى في الهوى فرقيت خلفه ولم يزل يرقى وأنا أرقى خلفه إلى أن استيقظت، قال ففتح الله علي ببركة تلك الرؤية المباركة في معرفة أشياء وافتتاح علوم لا يدركها الغير والحمد لله ولنختم علماء الإسكندرية بمسك ختامها ووسط نظامها، وعاقد نقضها وإبرامها، ومالك خطامها وزمامها، قاضي القضاة، والقائم بالمسير المرتضاة، الشيخ العالم الكبير محي الدين، أبي عبد الله محمد ابن عمرو بن عبد الوهاب بن خلف العلامي الشافعي معدن العلم والوقار ورافع راية المجد والافتخار. الآخذ بذؤابة الحسب الشامخ الذروة العالي النجار المفيض من جنانه وبنانه، بحار المواهب ومواهب البحار برز لرامح الخطب، فحطم سمهرية، ونزع عن قليب السخاء فلم أر عبقريا يفري فريه له سلف لم يعلق به صلف ولم يعرف له بغير العلم كلف، استوزرهم السلاطين والملوك، واستشعرهم الصدق والسلوك، فاستقلوا بأجل الرياسة، واستقبلوا الرعايا بأجمل السياسة إن خطوا فالأقدام عنهم تتأخر أو خطوا فالأقلام بهم تفخر، بدورهم مشرقة وبحورهم مغرقة، ومآثرهم مشئمة معرقة، ولقد اذخروا لنا منهم درة تاجهم، ونكتة احتجاجهم وبشارة إقبالهم وقرارة أسيالهم، ففرع هذا الفرع من تلك الأصزل وبرع في استقراء تلك الأبواب وتيك الفصول وشرع في تشييد المجد وتخليد الحمد، فأعطى ما شاء من سبيل إلى الوصول، فاستخلصه الجناب السلطاني الناصري القلاووني أيده الله، ثم أنعم به على العالمين، وآثر على نفسه المسلمين فولاه مدينة الإسكندرية قضي قضاتها، والمسارع إلى مرضاة الله بمرضاتها فرفع علم الحق ونفع سائر الخلق حتى برئت تلك المدينة من سقمها وولدت بعد عمقها وبلغت أملها في نفوذ أمرها وعدل حكمها فاستقامت الأمور وانكشف الديجور وسرى عن الناس ما كانوا فيه

نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست