نحوه والأصمعي في شعره، وروى عن الشافعيّ أنه قال: ما رأيت أحدا سئل عن مسألة فيها نظر إلا تمعر وجهه غير محمد بن الحسن [1] ، ولما مات عيسى بن أبان بيعت كتبه أوراقا كل ورقة بدرهم لأنه كان درس على محمد بن الحسن وعلق العلل والنكات على الحواشي، وروى عن أحمد ابن حنبل قال: إذا كان في المسألة قول ثلاثة لم يسمع مخالفتهم، فقلت: من هم؟ قال: أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن، فأبو حنيفة أنصر الناس 263/ ب بالقياس/ وأبو يوسف أنصر الناس بالآثار ومحمد بن الحسن أنصر الناس بالعربية، وعن محمد بن شجاع البلخي أنه قال: لو قام الحسن بن زياد لأهل الموسم لأوسعهم سؤالا، ولو قام بهم محمد بن الحسن لأوسعهم جوابا، وعن أبى جعفر الهندواني يحكى عن أبى يوسف أن محمد بن الحسن كتب إليه من الكوفة وأبو يوسف ببغداد: أما بعد فانى قادم عليك لزيارتك، فلما ورد عليه كتاب محمد بن الحسن.... [2] أبو يوسف ببغداد وقال: إن كوفة قد رمت إليكم أفلاذ كبدها فهذا محمد بن الحسن قادم [3] عليكم فحيوا له العلم.
وأما الشيبانية وطائفة من الخوارج من أصحاب شيبان بن سلمة الخارجي، وكان قد خرج في أيام أبى مسلم وهو المعين له ولعلى ابن الكرماني على نصر بن سيار، ولما أعانهما برئت منه الخوارج، فلما قتل شيبان ذكر قوم توبته، فقالت الثعالبة: لا تصح توبة مثله لأنه قتل [1] وهذه الرواية مضت ص 202 ففي الأصل تكرار. [2] بياض يسير في الأصل، ولعله «نادى» أو مثله- والله أعلم. [3] ويكون الصواب «وارد» أيضا، وكان في الأصل «قادر» كذا.