هذه الليلة من بين الليالي كن مع أهلك؟ هل أنكرت مني شيئًا؟ قال: فقلت: ولم قلت لي؟ قال: إن هذه الليلة نوبتنا التي نخترق السمع من السماء، قال: قلت: أنتم تستطيعون أن تخترقوا السمع من السماء؟ قال: نعم فقلت: أنتم! فأعدت عليه، فقال لي: نعم، أتحب أن تجيء معي؟ قلت: نعم، قال: أخاف أن لا يقوى قلبك، قلت: والله ما بلغت منزلتي هذه من كسرى إلا بشجاعتي، فقال لي: أتحب ذلك؟ فقلت: نعم، قال: فحول وجهك، فحولت وجهي، فإذا هو في صورة خنزير له جناحان، فقال لي: أصعد، فصعدت على ظهره، ثم مر بين السماء والأرض، حتى انتهينا إلى شبيه بالسلم القائم، فكنت أنا في آخر درجة، فمكثنا هويًا من الليل، فإذا شهاب قد أحرق الأول، فصعد الذي كان تحت الأول، مقام الأول، فصعد هو، فقام مقام الذي هو قدامه، فصعد كل واحد قدام الذي كان قدامه لنقصان الأول، فمكثنا هويًا من الليل، فقال لي: تسمع صوتا؟ قلت: بلى، فإذا صوت من السماء السابعة يخرق سماء سماء حتى انتهى إلى سماء الدنيا، وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فلم يبق منا والله أحد إلا صعق به، فوقعت أنا وهو في منقطع الترب فيما أرى، فنظرت فإذا هو إلى جانبي منجدل حين أضاء الفجر، فقعدت وأنا حزين، فقلت: بهذا الأمر