كانت لي امرأة من أجمل النساء، فكنت إذا قدمت من سفري تهيأت لي كما تتهيأ العروس لزوجها، قال: فقدمت سفرة من ذلك، فإذا هي شعثة مغبرة وسخة، فقلت: فلانة، قالت: فلانة، قلت: مالك لم تتهيئي لي كما كنت تتهيئي لي فيما مضى؟ قالت: وبرحت؟ ! قلت: الساعة قدمت، قال: فنادت جارية لها، فقالت: يا فلانة، برح مولاك فلان، قالت: لا، قال: فسكتت، فبينا أنا أحدثها في حير، على باب خوخة، فلما توارت بالحجاب إذا رجل أومأ إلي، فخرجت إليه فإذا هو في صورتي، فقال: إني رجل من الجن وقد عشقت امرأتك، وقد كنت آتيها في صورتك فلا تنكر ذلك، واختر إما أن يكون لك ولي النهار، أو يكون لك النهار ولي الليل، قال: فلما قال الجني ذلك راعني وأفزعني، فقلت: لك الليل ولك النهار، فقال: لا، فلك علي أن لا أخيس بك، ولا ترى مني إلا ما تحب.
قال: فتفكرت في الليل ووحشته، قال: قلت: لي النهار، قال: ولك الليل، قال: فمكثت مع امرأتي ما شاء الله أن أمكث، يقف على باب الخوخة فيومئ إلي فأخرج أنا، فيدخل هو في صورتي وجميع حالاتي وكلامي التي كانت تعرفني المرأة به، فإذا دخل عليها ظنت أني أنا هو، قال: فمكثنا بذلك ما شاء الله أن نمكث، ثم أتاني ذات عشية، فأومأ إلي فخرجت إليه، فقال لي: فلان كن مع أهلك الليلة، قلت: لم؟ قال: خير، قال: قلت كيف