الذي أراد بي أن يتركني في هذا الموضع، فيذهب ويخلو بامرأتي فيكون له الليل والنهار، فمكثت ساعة فإذا هو قد انتفض وقعد كأنه جان، فقال لي: يا فلان، ما رأيت ما لقينا الليلة؟ قلت: نعم، قال: إنك تفكرت في نفسك أن أذهب وأتركك ههنا وأخلو بامرأتك، قلت: نعم، قال: لك علي بالله أن لا أخيس بك، حول وجهك، فحولت وجهي، فإذا هو في صورة خنزير له جناحان، فقال لي: اصعد، فصعدت على ظهره، فما شعرت إلا وأنا على إجاري، قال: ولا تظن إلا أني بت عند جار لي، فدخلت البيت لا أعلمها بشيء من ذلك، فبينا أنا ذلك اليوم عشية قاعد في حيرتي ذلك، وأنا أحدثها عن ليلة دخلت عليها وهي عروس، فنحن في ألذ حديث يكون فيما بيننا.
فلما توارت بالحجاب، أومأ إلي فأبيت أن أبرح، فأومأ إلي فأبيت أن أبرح، حتى صارت عيناه كأنهما جمرتان تنقدان، فقلت في نفسي: إلى متى أنا في هذا الأمر، رجلا تؤتى امرأته فلا يستطيع أن يغير، قلت: والله لأقولن شيئًا سمعته من السماء، إما أن يقتلني، وإما أن أقتله وأستريح، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فلم يزل والله، يحترق حتى صار رمادًا.