نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور جلد : 25 صفحه : 171
أمير، فتخلف عنه ابن عمر، فصار عظم الناس مع ابن عمر. قال نافع: فلقد رأيتنا ونحن غادون من منى واستقبلونا مفيضين من جمع، فأقمنا بعدهم ليلة بمنى.
لقي عمار بن ياسر المغيرة بن شعبة في زقاق من سكك المدينة وهو متوشح سيفاً، فناداه: يا مغير! فقال: ما تشاء؟ فقال: هل لك في الله جل وعز؟ قال: وأين هو؟ قال: تدخل في هذه الدعوة فتسبق من معك وتدرك من سبقك. فقال المغيرة: وددت والله أني لو علمت ذلك، إني والله ما رأيت عثمان مصيباً ولا رأيت قبله صواباً، فهل لك يا أبا اليقظان أن تدخل بيتك وتضع سيفك؟ وأدخل بيتي حتى تنجلي هذه الظلمة ويطلع قمرها، فمشي مبصرين نطأ أثر المهتدين، ونجتنب سبيل الحاثرين. فقال عمار: أعوذ بالله أن أعمى بعد إذ كنت بصيراً، يدركني من سبقته، ويعلمني من علمته! فقال المغيرة: يا أبا اليقظان! إذا رأيت السيل جار فاجتنب جريته - قال: يعني بجار جاري - ولا تكن كقاطع السلسة فر من الضحل فوقع في الغمر. فقال عمار: اسمع ما أقول وانظر ما أفعل، فلن تراني إلا في الرعيل الأول. قال: واطلع عليهما علي فقال: ما يقول لك الأعور؟ إنه والله على عمد يلبس عزله، ولن يأخذ من الدين إلا ما خلطته الدنيا. فانتجاه عمر فأخبره، فقال علي: ويحك يا مغيرة! إن هذه الدعوة المودية، تودي من دخل فيها إلى الجنة، وأنا أجتاز إليهما بوهل من وهل، فإذا غشيناك فالزم بيتك. فقال له المغيرة: أنت أعلم مني وأوقر، أما إذ لم أعنك فلن أعن عليك.
نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور جلد : 25 صفحه : 171