نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور جلد : 25 صفحه : 172
وعن الزهري قال: دعا معاوية عمراً وهو بالكوفة فقال له: يا أبا عبد الله! أغن عني الكوفة، قال عمرو: فكيف ترى في مصر؟ قال: أستعمل عليها ابنك عبد الله، قال عمرو: فنعم. فبينما هم على ذلك طرقهم المغيرة بن شعبة - وكان معتزلاً بالطائف - فناجاه معاوية، فقال: أتؤمر عمرو بن العاص على الكوفة وتؤمر ابنه عبد الله على مصر، وتكون كالقاعد بين لحيي الأسد؟! فقال له معاوية: ماذا ترى؟ قال: أنا أكفيك الكوفة، قال: فافعل فقال معاوية لعمرو حين أصبح: يا أبا عبد الله! إني قد رأيت أن ابقائك واستوحشنا إليك، فقال عمرو: فنعم ما رأيت! وعرف عمرو أن المغيرة قد سبقه ونقض رأي معاوية عليه، فقال عمرو لمعاوية: ألا أدلك على أمير الكوفة؟ قال: بلى، قال: المغيرة بن شعبة، فاستعن برأيه وقوته على المكيدة واعزل عنه المال، فإن من قبلك عمر وعثمان قد فعلا به ذلك، فقال معاوية: نعم ما رأيت! فدخل مغيرة على معاوية، فقال معاوية: إني قد كنت أمرتك فجمعت لك الجند والأرض، ثم ذكرت السير قبلي، فإذا الأئمة لم يكونوا يستعملونك إلا على الجند، وكانوا يجعلون الأرض إلى غيرك، وإني قد رأيت أن لا أخالف سنة عمر وعثمان، قال المغيرة: قد قبلت. فلما خرج إلى أصحابه قال: قد عزلت الأرض عن صاحبكم، ولم يغب عن ذلك أبو عبد الله.
وعن اليث قال: كان المغيرة قد اعتزل، فلما صار الأمر إلى معاوية كتب إليه المغيرة يروزه: إني أشكو إلى الله وإليك كبر سني ونفاد أهل بيتي، وجفوة قريش عني. فكتب إليه معاوية: أما ما ذكرت من كبر سنك فإنه لم يكن يشركك فيما ذهب منك أحد؛ وأما نفاد أهل بيتك فقد توفي آل أبي سفيان، فما عدمت أحداً منهم شيئاً؛ وأما جفوة قريش عنك فهم حملوك على رقاب الناس.
نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور جلد : 25 صفحه : 172