يكرفكم طعن كسامعة الفرا ... يضاف إلى ضرب كحاشية البرد
نجوم سماء الحرب أن يدج ليلها ... يدربهم أفواجها فلك السعد
خميس تردى من بينك بمرهف ... حكاك كما قد الشراك من الجلد
ببدر ولكن من مطالعه الوغى ... وليث ولكن من براثنه الهندي
فتى ثقف بن الحمائل منقدم ... جنى الموت في كفيه أحلى من الشهد
سقيت به دنيا عفاتك مخصبا ... فأجناك من روض الندى زهر الحمد
وجندته نحو الملوك محاربا ... فوافاك يقتاد الملوك من الجند
ورب ظلام سار فيه إلى العدى ... ولا نجم إلا ما تطلع من غمد
أطل على قرمونة متبلجا ... مع الصبح حتى قيل كنا على وعد
فأرملها بالسيف ثم أعارها ... من النار أثواب الحداد على الفقد
فيا حسن ذاك السيف في راحة الندى ... ويا برد تلك النار في كبد المجد
لك الله إن كانت عداك بعضها ... لبعض فكل منهم جميعاً إلى فرد
يهودا وكانت بربرا فانتص الظبى ... وأنبئهم منها بالسنة لد
أقول وقد نادى ابن إسحاق قومه ... لا رصك يرتاد المنية من بعد
لقد سلكت نهج السيل إلى الردى ... ظباء دنت من غابة الأسد الورد
كأني بباديس وقد حط رحله ... إلى الفرس الطاوي عن الفرس النهد
إلى الفرس الجاري به طلق الردى ... سريعاً غنياً عن لجام وعن لبد
يحن إلى غرناطة فوق متنه ... كما حن مقصوص الجناح إلى الورد
ظفرت بهم فارتح وأومض كؤسها ... بروقاً لها من عودها ضجة الرعد
معتقة أهدت إلى الورد لونها ... وجادت برياها على العنبر الورد
فأكثر ما يلهيك عن كاسها الوغى ... وعن نغمات العود نغمة مستجد
وما الملك الأحلية بك حسنها ... وإلا فما فضل السوار بلا زند
ولا عج إن لم يدن بك مرق ... فليس جمال الشم في الأعين الرمد
هنيئاً ببكر في الفتوح نكتحها ... وما قبضت غير المنية في النقد
تحلت من السيف الخطيب بصفحة ... وقامت من الرمح الطويل على قد
ودونكها من نسج فكري حلة ... مطرزة العطفين بالشكر والحمد
ألذ من الماء القراح على الصدي ... وأطيب من وصل الهوى عقب الصد