وما هذه الأشعار إلا مجامر ... تضوع فيها للندى قطع الند
وكنت نثرت الفضل في إنما ... نثرت سقيط الطل في ورق الورد
وها أنا باغ من نداك بقدر ما ... يضاف لتأميلي ويعزى إلى ودي
فأقسم لو قسمت جودك بيننا ... على قدر التأميل فزت به وحدي
قنعت بما عندي من النعيم التي ... يفسرها قولي قنعت بما عندي
وقال يمدح المعتمد: طويل
أفي كل يوم تحفة وتفقد ... بفضل نوال واهتبال يوكد
لقد فاز قدحي في هواك وقابلت ... مطالع حالي في سمائك أسعد
تبرعت بالمعروف قبل سؤاله ... وعدت بما أوليت والعود أحمد
فأتأق حوضي من نداك تبجس ... ونمق روضي من رضاك تعهد
أما وضيع زارني بجماله ... حديث كما هب النسيم المغرد
لقد هز أعطاف القوافي وهزني ... إلى شكر حسان أغيب فيشهد
فإن أنا لم أشكرك صادق نية ... تقوم عليها آية النصح تعضد
فلا صح لي دين ولا بر مذهب ... ولا كرمت نفسي ولا طاب مولد
وقال يمدح المعتضد: متقارب
وفيت لربك فيمن غدر ... وأنصفت دينك ممن كفر
وقمت تطالب في الناكثي ... ن مر الحفاظ بحلو الظفر
بعاطلة من ليالي الحرو ... ب أطلعت رأيك فيها قمر
ولم تتقدم بجيش الرجا ... ل حتى تقدم جيش الفكر
فإن يجنك الفتح ذاك الأصيل ... فمن غرس تدبير ذاك الشجر
تعاطي الخوارج حتى برزت ... تقوم من خدها ما صعر
وأقبلتها الخيل حمر البنو ... د دهم الفوارس بيض الغرر
فكروا فلم يغنهم من مكر ... وفروا فلم ينجهم من مفر
ودارت دماؤهم كالكؤوس ... وفاحت نفوسهم كالزهر
فعاقر سيفك حتى انحنى ... وعربد رمحك حتى انكسر
وكم نبت في حربهم عن علي ... وناب عن الهروان النهر
تمتع فقد ساعفتك الحيوة ... بريح الحديقة غب المطر