وكذا الحكم إذا ما ... عزّ ناس ذل ناسُ
وبنو الأيام أخيا ... ف سراة وخساسُ
تلبس الدنيا ولكن ... متعة ذاك اللباسُ
يا أبا حفص وما سا ... واك في فهم اياسُ
من سنا رأيك لي في ... غسق الخطب اقتباسُ
وودادي لك نصّ ... لم يخالفه القياس
أنا حيران وللأم ... ر وضوح والتباس
لا يكن عهدك وردا ... أن عهدي لك أسُ
وادر ذكري كأسا ... ما امتطت كفك كاسُ
فعسى أن يسمح الده ... ر فقد طال الشماسُ
واغتنم صفو الليالي ... إنما العيش اختلاسُ
ما ترى في معشر حا ... لوا عن العهد وحاسوا
ورواني سامريا ... يتقى منه المساسُ
أذوب هامت بلحمي ... فانتهاب وانتهاسُ
كلهم يسأل عن حا ... لي وللذئب اعتساس
إن قسا الدهر فلمأ ... من الصخر انبجاس
ولئن أمسيت محبو ... ساً فللغيث احتباسُ
ويفت المسك في التر ... ب فيوطأ ويداسُ
ولما تعذر فكاكه، وعفر فرقده وسماكه، وعاودته الأوهام والفكر، وخانه من أبي الحزم الصارم الذكر، قال يصف ما بين مسراته وكروبه، ويذكر بعد طلوع أمله من غروبه، ويبكي لما هو فيه من التعذير، ويعذر أبا الحزم وليس له غيره من عذير، ويتعزى بأنحاء الدهر على الأحرار، وإلحاحه على التمام بالسرار، ويخاطب ولادة بوفاء عهده، ويقيم لها البراهين على أرقه وسهده، بسيط
ما جال بعدك لحظي في سنا القمر ... إلا ذكرتك ذكر العين بالأثرِ
ولا استطلت ذماء النفس من أسف ... إلا على ليلة سرت مع القصرِ
في نشوة من شباب الوصل موهمة ... إلا مسافة بين الوهن والسحرِ