يا ليت ذاك السواد الجون متصل ... قد استعار سواد القلب والبصرِ
يا للرزايا لقد شافهت منهلها ... غمرا فما اشرب المكروه بالغمرِ
لا يهنأ الشامت المرتاح خاطره ... أني معنى الأماني ضائع الخطرِ
هل الرياح بنجم الأرض عاصفة ... أم الكسوف لغير الشمس والقمرِ
إن طال في السجن إيداعي فلا عجب ... قد يودع الجفن حد الصارم الذكرِ
وأن يثبط أبا الحزم الرضى قدرٌ ... عن كشف ضري فلا عتب على القدرِ
من لم أزل من تأنيه على ثقة ... ولم أبت من تجنيه على حذرِ
وله يتغزل ويعاتب من يستعطفه ويستنزل، بسيط مجزوء
يا مستخفاً بعاشقيه ... ومستغشاً لناصحيه
ومن أطاع الوشاة فينا ... حتى أطعنا السلوَّ فيه
الحمد لله إذ أراني ... تكذيب ما كنت تدعيهِ
من قبل أن يهزم التسلي ... ويغلب الشوق ما يليهِ
ولما عضته أنياب الاعتقال: ورضته تلك النوب الثقال: وعوض بخشانة العيش من اللين، وكابد قسوة خطب لا تلين، تذكر عهد عيشه الرقيق، ومراحه بين الرصافة والعتيق، وحن إلى سعد زرت عليه جيوبه، واستهدى نسيم عيش طاب له هبوبه، وتأسى بمن باتت له النوآئب بمرصاد، ورمته بسهام أقصاد، وضيم من عهد الأحص إلى ذات الآصاد، فقال: خفيف
الهوى في طلوع تلك النجوم ... والمنى في هبوب ذاك النسيم
سرنا عيشنا الرقيق الحواشي ... لويدوم السرور للمتسديم
وطر ما انقضى إلى أن نقضى ... زمن ما ذمامه بالذميم
أيها الموذني بظلم الليالي ... ليس يومي بواحد من ظلوم
ما ترى البدران تأملت والشم ... س كما يكسفان دون النجوم
وهو الدهر ليس ينفك ينحو ... بالمصاب العظيم نحو العظيم
وله يتغزل. وافر
أيوحشني الزمان وأنت أنسي ... ويظلم لي النهار وأنت شمسي
وأغرس في محبتكك الأماني ... فأجني الموت من ثمرات غرسي
لقد جازيت غدراً عن وفاءي ... وبعت مودتي ظلما ببخس