الذي لا توجد الأيام الفضل متمماً غلا لديه، ولا تعقد الأحرار الأصفاق إلا عليه، ولن أزال العالم بحقك ومقدارك، الناظم في سلكك واختيارك، إن شاء الله تعالى. وله إلى إقبال الدولة مهنئاً برجوع أحد معاقله إليه، والظفر بالمنتزي فيه عليه.. جراحات الأيام أيدك له هدر، وجناياتها قدر، وليس للمرء حيلة، وإنما هي أطاف لله جميلة، تستنزل الأعصم من هضابه، وتأخذ المغتربا ثوابه، أحمده عودا وبدءاً على النعمة التي ألبسك سربالها، والفتنة التي أطفأ عنك اشتعالها، والرياسة التي حمى فيها حماك، ورد ختامها إلى يمناك، وقد تناولته للباطل يد خشناء، فاستقالته يدك الحسناء، فلم يكن عنده أهلاً لتلك النيابة، ولا راءه حليا لنحصر الحبابة، والأعناق تقطعها المطامع، والنفاق يستوعر فيه المطامع، فأقر الله عز وجل الحال في نصابها، وأبرزها في كمالها تتراءى بين أترابها، ووضعت الحرب أوزارها، وأخفت الأسود أخياسها وزءارها، ومن كانت مذاهبه كمذاهبك، وجوانبه للسلامة كجوانبك، أعطته القلوب أسرارها، وأعلقته المعاقل أسوارها، وانجلت عنه الظلماء، وأكرم قرضه والجزاء، فليهنئك الإياب والغنيمة، وهما المنة العظيمة، وليكن لها من نفسك مكان، ومن شكرك لله بالموهبة أسرار وإعلان، وأما حظي منها فحظ مسلوب أمكنه سلبه، وذي مشيب عاوده شبابه وطربه، ولما اقترنا لي، وكانا معظم آمالي، وعلمت أن بهما زوال الخلاف، وتوطئ الأكناف، وأن بالصدر تثلج الصدور، ويبتهج السرور، بادرت إلى توفية الحق لك، وتعرف الحال بك، مشيعا بالدعاء في مزيدك، ضارعا في الأدامة لتأييدك، فإن الوقت إساءة وأنت إحسانه، والخير طرف وأنت إنسانه، فإن مننت، بما سألته أفضلت وأحسنت، إن شاء الله عز وجل، وله إلى ناصر الدولة صاحب ميورقة، أطال الله بقاء الأمير الأجل ناصر الدولة، ومعز الملة، منيعا حرمه، رفيعا علمه، إن الذي بثته الدنيا أعزك الله من مناقبك العليا فتجلت منه أقاصيها، وتكللت به نواصيها، لجاذب إليك أحرارها، وجالب إلى ظلك أعيانها وأخيارها،
بقلوب تملكها هواها، وحركها نهاها، وهذا الوزير الكاتب أبو جعفر ابن النبي عبدك الأمل أبقاه الله صممت به إلى ذراك همم عوال، كأنها للرماح عوال، يحملها السفين، والعزم النافذ المكين، وريح جد ما تلين، إلى حلي من البيان يتقلدها، يكاد السحر يحسدها، وخلائق محمودة كأنها الخلوق، تنفح مسكا وتشوق، وأن