responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 457
يتدخل في شئون مملكة يهوذا المتداعية، في أول الأمر، ثم يقدم على مواجهة جيوش الرومان بعد ذلك، وإن كانت النتيجة في كلتا الحالتين مختلفة[1].
كانت الأمور في دولة يهوذا قلقة، ومن ثم فقد كان على الحارث أن يضع حدا لهذا القلق، فإن لم يفعل، فإن الأحزاب اليهودية ما كانت بقادرة على أن تتركه على الحياد، وهكذا ما أن يمضي حين من الدهر، حتى يبدأ الجيش النبطي يهاجم يهوذا، ويشتبك معها في معركة ضارية عند "Addida" "الحديثة على مقربة من اللد"، ينهزم فيها جيش اليهود شر هزيمة، ويطلب "إسكندر" الصلح على شروط الأنباط، التي تجاهلها المؤرخ اليهودي "يوسفيوس" ولم يقل لنا عنها شيئًا[2].
ويبدو أن الظروف السياسية دعت الحارث مرة أخرى للتدخل في شئون يهوذا، إبان الخلاف الذي دب بين ولدي "إسكندر جنايوس" "أرسطو بولس وهركانوس"، وانقسام اليهود إلى فريقين، الصدقيون ويؤيدون "أرسطوبولس"، والفريسيون ويؤيدون "هركانوس"، الذي فر إلى البتراء، لعله يجد الحمى عند الحارث، فضلا عن إعادة التاجر إليه وتثبيت ملكه، على أن يعبد للحارث في مقابل ذلك، المدن الإثني عشر التي كان قد أخذها أبوه من العرب، ويقبل الحارث العرض أملا في أن يوسع أملاكه على حساب يهوذا، إن لم يقدر له أن يوجه إليها الضربة القاضية، وهكذا يوجه الحارث جيشا قوامه خمسون ألف رجل لمهاجمة "أرسطو بولس" الذي سرعان ما يفر إلى القدس بعد هزيمة منكرة، فيتابعه الحارث إلى المدينة المقدسة، ويكاد يستولي عليها، لولا قيام الرومان بالهجوم على دمشق، ثم إرسال حملة عسكرية إلى القدس نفسها للتدخل في النواع القائم وقت ذاك، ولمنع الأنباط من الاستيلاء عليها[3].
وهكذا يضطر الحارث إلى فك الحصار عن القدس، إلا أن "أرسطو بولس" -الذي نجح في أن يضم إليه قائد الحملة الرومانية- سرعان ما يتعقب الأنباط،

[1] جواد علي 3/ 30.
[2] جواد علي 3/ 31، وكذا Josephus, Xiii, Xv, 2, Vol. Ii, P.428
وكذا J. Hastings, Op. Cit., P.12. وكذا Eb, P.1932. وكذا Cah, Ix, P.400
[3] تاريخ يوسفيوس ص110-115 وكذا Josephus, The Jewish War, P.302
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست