responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 456
ملوك الأنباط، وإن اختلف المؤرخون في فترة حكمه، فهي في الفترة "87-62ق. م" على رأي، وفي الفترة "85-60ق. م" على رأي آخر[1]، إلا أنه مما لا شك فيه أن عهده قد اقترن بفتوحات واسعة، بدأت باستيلائه على دمشق، وعلى سهل البقاع في حوالي 85ق. م، وذلك بناء على دعوة تلقاها من سكان المدينة العريقة -وكانت عاصمة السلوقيين وقت ذاك- لإنقاذهم من هجوم "الأيتوريين"[2] الذين كانوا يطمعون في الاستيلاء عليها، ومن ثم فقد أطلق عليه القوم، "محب اليونانيين وحاميهم"[3].
وكان الحارث قد بدأ يستغل ضعف السلوقيين في مصلحته، ومن ثم فقد اهتبل فرصة هجوم "أنطيوخس الثاني عشر" "88-84ق. م" على بلاده، ولقنه درسا قاسيا عند "Kana" عند ساحل "يافا" في عام 85/ 86ق. م "أو في عام 84/ 83ق. م" قضى فيها على معظم جيشه[4].
وهكذا استطاع الحارث الثالث أن يوطد حكمه في الداخل، وأن يفرض نفوذه في الخارج، وقد واتته فرصة نادرة بعد استيلائه على دمشق، وذلك حين انضم إلى جيشه فريق من رجال الحرب اليونان، وقد عمل الحارث على الإفادة منهم في تنظيم جيشه وتدريبه، بل وتحويله من جيش يعتمد على رجال من الأعراب، يخوضون المعارك بروح من البداوة التي لا تقبل الخضوع للأوامر والنظم العسكرية، وتهتم أول ما تهتم بالغنائم والأسلاب، إلى جيش نظامي مدرب، كان الدعامة الأساسية في فرض نفوذه في الخارج، فضلا عن أن الرجل قد نجح بقوة هذا الجيش في أن يصبح أقوى حاكم عرفته بلاد الأنباط حتى يومه، ومن ثم فقد بدأ الحارث

[1] جواد علي 3/ 29، وكذا E. SCHRADER, OP. CIT., P.153
[2] الإيتوريون: من أصل عربي، ولغتهم آرامية، وهم "يطور" في التوراة "انظر: نكوين 25: 15، أخبار أيام أول 1/ 31، فيليب حتى: المرجع السابق ص269".
[3] جواد علي 3/ 30، وكذا A. KAMMERER, OP. CIT., P.515
وكذا R. DUSSAUD, LA PENETRATION DES ARABES EN SYRIE AVANT L'ISLAM, PARIS, 1955, P.55
[4] فيليب حتى: المرجع السابق ص270-271، جواد علي 3/ 29-30
وكذا CAH, 9, P.400 وكذا J. HASTINGS, OP. CIT., P.147
وكذا Josephus, The Jewish War, I, Iv, 7-8, Antiquities, Xiii, 15, 2
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست