responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 646
والله أعطاك التي لا فوقها ... فاحكم بما ترضى فأنت الأعدل
أبقاك ربّك للعباد تربّهم ... فاللَّه يخلقهم ورعيك يكفل
وكنت انصرفت من معسكره على سوسة إلى تونس، بلغني وأنا مقيم بها أنّه أصابه في طريقه مرض، وعقبه برء فخاطبته بهذه القصيدة:
ضحكت وجوه الدهر بعد عبوس ... وتخلّلتنا رحمة من بوس
وتوضّحت غرر البشائر بعد ما ... انبهمت فأطلعها حداة العيس [1]
صدعوا بها ليل الهموم كأنّما ... صدعوا الظلام بجذوة المقبوس
فكأنّهم جنات عدن في الورى [2] ... نشرت لها الآمال من مرموس
قرّت عيون الخلق منها بالتي ... شربوا النّعيم لها بغير كؤوس
يتمايلون من المسرّة والرضا ... ويقابلون أهلّة بشموس
من راكب وافى يحيى راكبا ... وجليس أنس قاده لجليس
ومشفّع للَّه يؤنس عنده ... أثر الهدى في المعهد المأنوس
يعتدّ منها رحمة قدسيّة ... فيبوء للرحمن بالتقديس
طبّ بإخلاص الدّعاء وإنّه ... يشفي من الداء العيا والبوس [3]
والمعنيّ به إمام الجامع الأعظم، جامع الزيتونة بتونس.
يا ابن الخلافة [4] والذين بنورهم ... نهجت سبيل الحقّ بعد دروس
والناصر الدين القويم بعزمه ... طردت إمامتها بغير عكوس [5]
هجر المنى فيها ولذّات المنى ... في لذّة التهجير والتّغليس [6]
حاط الرياضة بالسياسة فانطوت [7] ... منه لا كرم مالك وسيوس

[1] العيس: الواحد: اعيس، والواحدة: عيساء: الإبل البيض يخالط بياضها سواد خفيف- كرام الإبل.
[2] وفي نسخة ثانية: فكأنهم بثوا حياة في الورى.
[3] البؤس: أي البؤس الشقاء وفي نسخة ثانية: يشفي من الداء العياء ويوسي.
[4] وفي نسخة ثانية: يا ابن الخلائف.
[5] وفي نسخة ثانية: طرد استقامتها بغير عكوس.
[6] التهجير: التكبير الى الصلاة وفي الحديث: لو يعلم الناس ما في التهجير لاستبقوا إليه، والتفليس: السير الى صلاة الصبح عند ظلمة آخر الليل.
[7] وفي نسخة ثانية: حاط الرعية بالسياسة فانضوت.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 646
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست