responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 625
أجرافها [1] غمائم الدّخان، يذكّر طيبه البان بيوم الغميم [2] ، وأرسلنا رياح الغارات «لا تذر من شيء أتت عليه إلّا جعلته كالرّميم» [3] ، واستقبلنا الوادي يهول مدّا، ويروع سيفه الصّقيل حدا، فيسّره الله من بعد الإعواز، وانطلقت على الفرصة بتلك الفرضة أيدي الانتهاز، وسألنا من سائله أسد بن الفرات [4] فأفتى برجحان الجواز، فعمّ الاكتساح والاستباح جميع الأحواز [5] فأديل [6] المصون، وانتهبت القرى، وهدّت الحصون، واجتثت الأصول، وحطّمت الغصون، ولم نرفع عنها إلى اليوم غارة تصابحها بالبوس، وتطلع عليها غررها الضّاحكة باليوم العبوس، فهي الآن مجرى السوابق ومجرّ العوالي [7] ، على التوالي، والحسرات تتجدّد في أطلالها البوالي، وكأن بها قد ضرعت، وإلى الدعوة المحمّدية أسرعت، بقدرة من لو انزل القرآن على الجبال لخشعت من خشية الله وتصدعت [8] ، وعزة من أذعنت الجبابرة لعزّه وخضعت، وعدنا والبنود لا يعرف اللفّ نشرها، والوجوه المجاهدة لا يخالط التّقطيب بشرها، والأيدي بالعروة الوثقى متعلّقة، والألسن بشكر نعم الله منطلقة، والسّيوف في مضاجع الغمود قلقه، وسرابيل الدّروع [9] خلقه [10] ، والجياد من ردّها إلى المرابط والأواري [11] ، ردّ العواري، حنيقة، وبعبرات الغيظ المكظوم مختنقة، تنظر إلينا نظر العاتب، وتعود من ميادين الاختيال والمراح،

[1] الأحواف، جمع حوف وهو الناحية. والأجراف جمع جرف، وهو ما أكل السيل من أسفل شق الوادي، وعرض الجبل. ويريد الأمكنة الغائرة، والمطمئنة.
[2] الغميم: موضع بين مكة والمدينة. ويوم الغميم: من الأيام التي كانت بين كنانة وخزاعة سيرة ابن هشام 4/ 34- 35.
[3] الرميم: البالي.
[4] يوري بأسد بن الفرات بن سنان: أبي عبد الله الفقيه المالكي المشهور (145- 213) على خلاف في المولد والوفاة. وانظر ترتيب المدارك. مخطوطة دار الكتب 1/ 118، معالم الإيمان 2/ 2- 17، ديباج 98.
[5] الأحواز: ضواحي المدينة وأطرافها.
[6] أديل: أهين.
[7] أجره الرمح: طعنه به وتركه فيه يجره والعالية: أعلى القناة، والجمع: العوالي. ومجر العوالي: المكان الّذي يقع فيه الإجرار والطعن.
[8] اقتباس من الآية 21 من سورة الحشر.
[9] السرابيل: الدروع، وكل ما لبس فهو سربال.
[10] الخلق: البالي، يقال ثوب خلق، وجبة خلق بالتذكير فيهما. لسان العرب.
[11] الأواري: جمع آري، وهو مربط الدابة ومحبسها.
ابن خلدون م 40 ج 7
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 625
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست