نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 622
صناديدها [1] الصّهب السّبال، أمثال الهضاب الراسية، تجنّها [2] جنن [3] السوابغ الكاسية، وقواميسها [4] المفادية للصّلبان يوم بؤسها بنفوسها المواسية [5] ، وخنازيرها التي عدتها [6] عن قبول حجج الله ورسوله، ستور الظّلم الغاشية، وصخور القلوب القاسية، فكان بين الفريقين أمام جسرها الّذي فرق البحر، وحلّى بلجينه، ولآلئ زينه، منها النّحر، حرب لم تنسج الأزمان على منوالها [7] ، ولا أتت الأيام الحبالي بمثل أجنّة [8] أهوالها، من قاسها بالفجار [9] أفك وفجر [10] ، أو مثّلها بجفر الهباءة [11] خرف وهجر [12] ، ومن شبّهها بحرب داحس والغبراء [13] ، فما عرف الخبر، فليسأل من جرّب وخبر، ومن نظّرها بيوم شعب جبلة [14] فهو ذو بله [15] ، أو عادلها ببطن عاقل [16] ، فغير عاقل، أو احتجّ بيوم ذي قار [17] ، فهو إلى [1] الصنديد: السيد الشجاع. والجمع صناديد. [2] تجنها: تسترها. [3] الجنن: جمع جنة، وهي السترة. [4] القواميس، جمع قومس (بوزن جوهر) ، وهو مرافق الملك، ونديمه، والأمير. [5] المواسي: المعين. [6] عديته فتعدى: أي تجاوز الحد الّذي حد له. [7] المنوال: المنسج تنسج عليه الثياب. يريد لم تأت الأيام بمثل هذه الحروب. [8] حبالي: جمع حبلى. والاجنة جمع جنين. [9] حروب الفجار عدة، واشهرها- وهي آخرها- تلك التي كانت بين قريش وكنانة، وبين هوازن.
وقد شهدها النبي صلّى الله عليه وسلم، وقال: كنت أنبل على أعمامي يوم الفجار، وسميت فجارا لما استحلوا فيها من حرمة الأشهر الحرم. العقد الفريد 3/ 368- 371. [10] أفك: كذب. وفجر: مال عن الحق. [11] جفر الهباءة: يوم كان لعبس على ذبيان، سمي بالموضع الّذي كانت فيه موقعتهم، وهو مستنقع في ارض غطفان. العقد الفريد 3/ 316- 317، ياقوت (معجم البلدان) ، الميداني 2/ 269. [12] خرف: فسد عقله. هجر: خلط في كلامه وهذي. [13] داحس والغبراء: يوم من أشهر أيامهم، بلغ من بعد اثره ان اتخذوه مبدأ من مبادئ تواريخهم في الجاهلية، ويقال انه دام أربعين سنة. وكان بين عبس وذبيان.
وداحس والغبراء: فرسان، وسمي اليوم بهما لما انه كان يسببهما، انظر العقد الفريد 3/ 313- 314. [14] كان يوم شعب جبلة لعامر وعبس على دبيان، وكان- فيما يقول أبو عبيدة- قبل الإسلام بأربعين سنة (وشعب جبلة: هضبة حمراء بنجد) . العقد الفريد 3/ 307- 310، ياقوت (معجم البلدان) . [15] البله: الغفلة. [16] بطن عاقل: يوم كان لذبيان على بني عامر، (أو كان بين بني خثعم، وبني حنظلة) ، ذكر سببه في العقد الفريد 3/ 305- 306، وانظر مجمع الأمثال 2/ 264. [17] يوم ذي طار: يوم مشهور كان أيام النبي صلّى الله عليه وسلم، وأثر عنه انه قال: «انه أول يوم
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 622