نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 618
وتضاءل [1] بالرّغام [2] معراجها، وضفت [3] على أعطافها [4] ملابس الخذلان، وأقفر من كنائسها كناس [5] الغزلان.
ثم تأهّبنا لغزو أمّ القرى الكافرة، وخزائن المزاين [6] الوافرة، وربّة الشّهرة السافرة [7] ، والأنباء المسافرة، قرطبة، وما أدراك ماهية! ذات الأرجاء الحالية [8] الكاسية [9] ، والأطواد الرّاسخة الرّاسية، والمباني الماهية، والزّهراء [10] الزّاهية، والمحاسن غير المتناهية، حيث هالة بدر السّماء قد استدارت من السّور المشيد البناء دارا، ونهر المجرّة من نهرها الفياض، المسلول حسامه من غمود الغياض [11] ، قد لصق بها جارا، وفلك الدّولاب، المعتدل الانقلاب، قد استقام مدارا، ورجّع الحنين اشتياقا إلى الحبيب الأول وادّكارا [12] حيث الطّود كالتّاج، يزدان بلجين العذب المجاج [13] ، فيزري بتاج كسرى ودارا، حيث قسيّ الجسور [14] المديدة، كأنّها عوج [15] المطيّ العديدة، تعبر النّهر قطارا، [1] تضاءل: تصاغر وذل. [2] الرغام (بالفتح) : التراب. [3] ثوب ضاف: سابغ طويل. [4] عطفا كل شيء: جانباه، والجمع أعطاف. [5] الكناس: موضع في الشجر يستكن فيه الظبي ويستقر، إذا اشتد الحر. [6] المزاين: ما يتزين به. [7] السافرة: الذاهبة كل مذهب. [8] الحالية: التي لبست حليا. [9] الكاسية: المكتسية. [10] الزهراء: مدينة في شمال قرطبة على بعد ثلاثة أميال منها، تحت جبل العروس، بنها الناصر المرواني أبو المظفر عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله أول سنة 325 هـ، وسماها باسم جارية كان يحبها، اشتهت أن يبني لها مدينة في جبل العروس، ويسميها باسمها. وقد وصفها المقري في نفح الطيب 1/ 344- 374 صنع ليدن. [11] الغيضة: مغيض ماء يجتمع، فينبت فيه الشجر، وجمعها غياض. [12] يريد ان قرطبة دائمة الحنين الى الحكم الإسلامي الّذي انتظمها منذ الفتح حتى سنة 633 هـ، حيث سقطت في أيدي الاسبان. [13] المجاج: العسل، ومجاج المزن: مطرها. [14] الّذي نعرف ان على نهر قرطبة جسرين، بني الأعظم منهما- بأمر عمر بن عبد العزيز- السمح بن مالك الخولانيّ. أو عبد الرحمن بن عبيد الله الغامقي، وكانوا يسمونه قنطرة الوادي، وكانت اقواسه سبع عشرة قوسا، سعة الواحدة منها خمسون شبرا. نفح الطيب 1/ 226، 246 بولاق. [15] جمع عوجاء، وهي الضامرة من الإبل. والمطي: جمع مطية، وهي البعير يمتطى ظهره.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 618