نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 616
الزّمن الغابر. تنقل البشرى من أفواه المحابر، إلى آذان المنابر.
أقمنا بها أياما نعقر الأشجار [1] ، ونستأصل بالتّخريب الوجار [2] ، ولسان الانتقام من عبدة الأصنام، ينادي: يا لثارات الإسكندريّة [3] تشفيا من الفجار [4] ، ورعيا لحق الجار، وقفلنا وأجنحة الرّايات، برياح العنايات، خافقة وأوفاق [5] ، التّوفيق، النّاشئة من خطوط الطّريق، موافقة، وأسواق العزّ باللَّه نافقة، وحملاء الرّفق مصاحبة- والحمد للَّه مرافقة، وقد ضاقت ذروع الجبال، عن أعناق الصّهب السّبال [6] ، ورفعت على الأكفال، ردفاء كرائم الأنفال، وقلقلت من النواقيس أجرام الجبال، بالهندام [7] والاحتيال، وهلك بمهلك هذه الأمّ هذه الأمّ بنات كنّ يرتضعن ثديها الحوافل [8] ، ويستوثرن حجرها الكافل، شمل التّخريب أسوارها، وعجّلت النّار بوارها. [1] نعقر الأشجار: نقطع رءوسها، فتيبس. [2] الوجار (بالكسر ويفتح) : جحر الضبع، والأسد، والثعلب، والذئب ونحوها. [3] يشير ابن الخطيب الى «الواقعة» التي حدثت بالإسكندرية سنة 767 هـ، ومجملها ان حاكم قبرص، انتهز غيبة حاكم الاسكندرية في الحجاز للحج، فهاجم البلد في اسطول بلغت قطعه نحو 70 فيما قالوا، وقد خرج أهل الاسكندرية للنزهة غير مقدرين للخطر، وكانت الحامية الموجودة قليلة، والأسوار والحصون خالية من المدافعين، فهاجم العدو الأهالي العز الآمنين، ففروا الى المدينة، وأغلقوا عليهم الأبواب، فأحرقها العدو واقتحم البلد عليهم.. فكانت مذابح هتكت فيها حرمات. وانظر تفصيلها في العبرم 5. [4] شبّه مهاجمة الاسكندرية الآمنة بحرب «الفجّار» ، التي سميت بذلك لما استحل فيها من حرمات، حيث كانت في الأشهر الحرم. [5] أوفاق، جمع وفق، وهي مربعات تحتوي على بيوت مربعة صغيرة، وتوضع في تلك البيوت أرقام، أو حروف، على نظام بحيث لا يتكرر عدد في بيتين، وبحيث يكون مجموع أضلاع المربع، ومجموع أقطارها متساويا، ويسمى الوفق- بعد ذلك- بما في أحد أضلاعه من بيوت، فيقال: المثلث، والمربع، والمخمس إلخ، وقد يحتوي على مائة من البيوت فيقال: الوفق المئيني. ويقول أصحاب الأفق: ان للاعداد- في هذا الوضع- خواص روحانية، وآثارا عجيبة، إذا اختير للعمل بها وقت مناسب، وساعة شريفة. وكلام ابن الخطيب على التشبيه والتجوز. [6] الصهب: جمع أصهب، وهو الأبيض تخالطه حمرة. والسبال: جمع سبلة، وهي اللحية، أو ما على الشارب من شعر، ويقال للاعداء عامة هم صهب السبال، ذلك لأن الصهوبة في الروم، وقد كانوا أعداء العرب، ثم قالوا لكل الأعداء: هم صهب السبال. [7] الهندام آلة يحتال بها على رفع أو تحريك الأشياء الثقيلة التي لا تستطيع قوى الإنسان المجردة ان ترفعها، أو تحركها. وقد وصف هذه الآلة ابن خلدون في آخر فصل البناء من مقدمته. [8] الحوافل: جمع حافلة، الضرع الممتلئ لبنا.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 616