نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 599
الغريض [1] بعد ما جمجم، وأعرب النّاي [2] الأعجم، ووقّع معبد [3] بالقضيب، وشرعت في حساب العقد [4] بنان الكفّ الخضيب، وكأنّ الأنامل فوق مثالث العود ومثانيه، وعند إغراء الثّقيل بثانية [5] ، وإجابة صدى الغناء بين مغانيه، المراود تشرع في الوشي، أو العناكب تسرع في المشي، وما المخبر بنيل الرّغائب، أو قدوم الحبيب الغائب، لا. بل إشارة البشير، بكمّ المشير، على العشير، بأجلب للسرور، من زائره المتلقّى بالبرور، وأدعى للحبور، من سفيره المبهج السفور، فلم نر مثله من كتيبة كتاب تجنب [6] الجرد، تمرح في الأرسان [7] ، وتتشوّف مجالي ظهورها إلى عرائس الفرسان، وتهزّ معاطف [8] الارتياح، من صهيلها الصراح، بالنّغمات الحسان، إذا أوجست الصّريخ نازعت أفناء الأعنّة، وكاثرت بأسنّة آذانها مشرعة الأسنّة، فإن ادّعى الظليم [9] أشكالها فهو ظالم، أو نازعها الظّبي هواديها [10] وأكفالها فهو هاذ أو حالم، وإن سئل الأصمعي [11] عن عيوب الغرر والأوضاح [12] ، قال مشيرا إلى وجوهها الصّباح [13] : [1] أبو يزيد، وأبو مروان: عبد الملك. ولقب بالغريض لأنه كان طري الوجه غض الشباب، وهو من مولدي البربر. أخذ الغناء عن ابن سريج، وعارضه في كل أصواته. [2] الناي: المزمار. [3] هو معبد بن وهب المغني المعروف. غنى في دولة بني أمية، ومات في أيام الوليد بن يزيد بدمشق. [4] حساب العقد، ويسمى حساب العقود أيضا: نوع من الحساب يكون بأصابع اليدين، ويقال له حساب اليد، وفي الحديث: «وعقد عقد تسعين» . وقد ألفوا فيه رسائل وأراجيز، منها أرجوزة أبي الحسن علي الشهير بابن المغربي، وشرحها عبد القادر بن علي بن شعبان العوفيّ. [5] كذا في الأصول، ومقتضى السياق: «الثقيل الأول بثانيه» . [6] من الجنب: وهو أن تجنب فرسا عريا عند الرهان الى الفرس الّذي تسابق عليه، فإذا فتر المركوب، تحولت الى المجنوب. ويريد أن هذه الرسالة بمنزلة خيول احتياطية. [7] جمع رسن، وهو الحبل يتخذ زماما للدابة وغيرها. [8] المعاطف: الأردية، والعرب تضع الرداء موضع البهجة، والحسن، والبهاء، والنعمة. [9] الظليم: فرس فضالة بن هند بن شريك الأسدي. والظليم ذكر النعام. [10] هوادي الخيل: أعناقها. [11] عبد الملك بن قريب، اللغوي المشهور (122- 216) ، على خلاف في المولد والوفاة. وابن الخطيب يشير الى ما عرف عن الأصمعي من خبرته الواسعة بالخيل، وله في ذلك مع أبي عبيدة معمر بن المثنى قصة طريفة. انظرها في ترجمة الأصمعي في وفيات ابن خلكان 1/ 362. [12] جمع غرة: وهي البياض، والوضح: البياض أيضا. ويكنى به في الفرس عن البرص، والجمع أوضاح. [13] وجه صبيح: جميل، والجمع صباح.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 599