نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 598
وصفرة اللّون، إنّما هي كرامة فاروقيّة، وأثارة [1] من حديث سارية [2] وبقيّة، سفر وجهها في الأعقاب، بعد طول الانتقاب، وتداول الأحقاب، ولسان مناب، عن كريم جناب، وإصابة السّهم لسواه محسوبة، وإلى الرّامي الّذي سدّده منسوبة، ولا تنكر على الغمام بارقة، ولا على المتحقّقين بمقام التّوحيد كرامة خارقة، فما شاءه الفضل من غرائب برّ وجد، ومحاريب خلق كريم ركع الشّكر فيها وسجد، حديقة بيان استثارت نواسم الإبداع من مهبّها، واستزارت غمائم الطباع من مصبّها، فآتت أكلها مرّتين بإذن ربّها، لا. بل كتيبة عزّ طاعنت بقنا [3] الألفات سطورها، فلا يرونها النّقد ولا يطورها [4] ، ونزعت عن قسيّ النّونات خطوطها، واصطفّت من بياض الطّرس [5] ، وسواد النّفس، بلق [5] تحوطها.
فما كأس المدير، على الغدير [6] ، بين الخورنق [7] والسّدير [8] ، تقامر بنرد [9] الحباب، عقول ذوي الألباب، وتغرق كسرى في العباب [10] ، وتهدي،- وهي الشّمطاء [11]- نشاط الشّباب، وقد أسرج ابن سريج [12] وألجم، وأفصح [1] الأثارة البقية. [2] يشير الى قصة سارية بن زنيم بن عمر بن عبد الله بن جابر الكناني أمير الجيش الإسلامي في وقعة «نهاوند» ، فقد كمن له العدو في جبل، ولم يكن قد علم به، فناداه عمر رضي الله عنه من فوق المنبر بالمدينة يحذره «يا سارية! الجبل!» فسمع سارية صوت عمر. وهي كرامة ذكروها للفاروق رضي الله عنه. تاج العروس (سري) . [3] جمع قناة، وهي الرمح. [4] لا يطورها: لا يقرب اليها. [5] الطرس: الصحيفة التي محيت ثم كتبت. والنقس: الحبر. وبلق: جمع أبلق، أو بلقاء، وهي الخيول التي في لونها سواد وبياض. [6] يشير إلى قصة امرئ القيس يوم الغدير، وهو يوم دارة جلجل. [7] الخورنق: قصر النعمان بن المنذر بظاهر الحيرة. [8] السدير قصر للنعمان أيضا بالحيرة، قريب من الخورنق. [9] النرد: أعجمي معرب، وورد في الحديث: «نردشير» ، وهو نوع مما يقامر به. [10] بنى كسرى أبرويز- فوق دجلة- بناء اتخذه لمجالس أنسه، ففاضت دجلة وأغرقته مرات، أنقذ كسرى فيها من الغرق- والى ذلك يشير ابن الخطيب. انظر الطبري 2/ 144- 145. [11] امرأة شمطاء: بيضاء الشعر، ويكنى بذلك عن قدم الخمر. [12] أبو يحيى عبيد الله بن سريج المغني المعروف.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 598