نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 600
«جلدة بين العين والأنف سالم» [1]
من كلّ عبل الشّوى [2] ، مسابق للنّجم إذا هوى، سامي التّليل [3] ، عريض ما تحت الشّليل [4] ، ممسوحة أعطافه بمنديل النّسيم البليل.
من أحمر كالمدام، تجلى على النّدام [5] ، عقب الفدام [6] ، أتحف لونه بالورد، في زمن البرد، وحيّي أفق محيّاه بكوكب السّعد، وتشوّف الواصفون إلى عدّ محاسنه فأعيت على العد، بحر يساجل البحر عند المدّ، وريح تباري الرّيح عند الشّدّ [7] ، بالذّراع الأشدّ [8] ، حكم له مدير فلك الكفل باعتدال فصل القدّ، وميّزه قدره المميّز عند الاستباق، بقصب السّباق [9] ، عند اعتبار الحدّ، وولّد مختطّ غرّته أشكال الجمال، على الكمال، بين البياض والحمرة ونقاء الخد، وحفظ رواية الخلق الوجيه [10] ، عن جدّه الوجيه [11] ، ولا تنكر الرواية على الحافظ ابن الجدّ [12] .
[1] شطر بيت قاله عبد الله بن عمر لما لامه الناس في حب ابنه سالم، وأوله:
يديرونني عن سالم وأريغهم ... وجلدة إلخ
وجعله لمحبته بمنزلة جلدة بين عينه وأنفه. وفي الحديث: «لا تؤذوا عمارا، فإنما عمار جلدة ما بين عيني» . وسالم هذا، يكنى أبا عمر، وأبا المنذر، من خيار الناس، وفقهائهم. مات بالمدينة سنة 106.
لسان العرب (سلم) . [2] شوى الفرس: قوائمه، وعبل الشوى: غليظ القوائم. [3] التليل العنق. [4] الشليل الحلس، والكساء الّذي يجعل تحت الرحل. [5] جمع نديم وهو الشريب الّذي ينادمك. [6] الفدام الخرقة التي يضعها الساقي من الأعاجم، والمجوس على فمه عند السقي. وكانت عادتهم، إذا سقوا، ان يفدموا أفواههم. وفدام الإبريق، والكوز: المصفاة التي توضع عليه. [7] الشد: العدو. [8] الأشد الأقوى، يقال حلبتها بالساعد الأشد، أي حين لم اقدر على الرّفق، أخذت الأمر بالشدة والقوة. [9] كانت الغاية التي يحددونها للسباق تذرع بالقصب، ثم تركز القصبة في منتهى الغاية، فمن سبق اقتلعها وأخذها، ليعلم الناس أنه السابق من غير نزاع، ويقال حاز أو أحرز قصبة السبق. تاج (قصب) . [10] الوجيه: ذو الجاه. [11] الوجيه: فرس من خيل العرب نجيب. [12] يومي ابن الخطيب الى أبي بكر محمد بن عبد الله بن فرج الفهري المعروف بابن الجد (496- 586) . أصله من «لبلة» ، واستوطن إشبيلية، وعاصر ابن رشد الفقيه، وابا بكر بن العربيّ.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 600