responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 569
نجيبا، وأسمعته وجيبا لمّا ساجلت بهذه التّرهات سحرا عجيبا، حتى إذا ألف القلم العريان فسحه [1] ، وجمح برذون الغزارة فلم أطق كبحه، لم أفق من غمرة غلوّه وموقف شلوّه [2] ، إلا وقد تحيّز إلى فئتك مغترّا بل معترّا، واستقبلها ضاحكا مفترّا، وهشّ لها برّا، وإن كان من الخجل مصفرّا، وليس بأوّل من هجر، في التماس الوصل ممن هجر، أو بعث التمر إلى هجر [3] ، وأيّ نسب بيني اليوم وبين زخرف الكلام، وإجالة جياد الأقلام، في محاورة الأعلام، بعد أن حال الجريض دون القريض [4] ، وشغل المريض عن التعريض، وغلب الشوق الكسل، ونشرت [5] الشعرات البيض كأنها الأسل، تروع برقط الحيّات، سرب الحياة، وتطرق بذوات الغرر، والشباب [6] عند البيات، والشيب الموت العاجل، وإذا ابيضّ زرع صبّحته المناجل، والمعتبر الآجل، وإذا اشتغل الشيخ بغير معاده، حكم في الظاهر بإبعاده، وأسره في ملكة عاده، فأغض أبقاك الله، وأسمح لمن قصّر عن المطمح، وبالعين الكليلة فالمح، واغتنم لباس ثوب الثّواب، واشف بعض الجوى بالجواب.
تولّاك الله فيما استضفت وملكت، ولا بعدت ولا هلكت، وكان لك أية سلكت، ووسمك من السعادة بأوضح السمات، وأتاح لقاءك من قبل الممات، والسلام الكريم يعتمد حلال [7] ولدي وساكن خلدي، بل أخي وإن اتّقيت عتبة وسيّدي، ورحمة الله وبركاته، من محبّة المشتاق إليه محمد بن عبد الله بن الخطيب في الرابع عشر من شهر ربيع الثاني من عام سبعين وسبعمائة.
وكان تقدّم منه قبل هذه الرسالة كتاب آخر إليّ، بعث به إلى تلمسان فتأخّر وصوله، حتى بعث به أخي يحيى عند وفادته على السلطان، ونصّ الكتاب.
يا سيدي إجلالا واعتدادا، وأخي ودّا واعتقادا، ومحلّ ولدي شفقة حلت مني

[1] وفي نسخة ثانية: سبحه والسبح: الجري.
[2] وفي نسخة ثانية: مثلوّه.
[3] الهجر: الهندي في الكلام والهجر الثانية الفراق، والهجر الثالثة: بلد بالهجرين.
[4] الجريص: الغصّة بالريق، والقريض: الشعر.
[5] وفي نسخة ثانية: ونصلت.
[6] وفي نسخة ثانية: الشيات والشيات ج. شية، وهي سواد في بياض أو بياض في سواد.
[7] حلال: ج حلة: بيت.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 569
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست