responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 567
بانته، فحمائمه بعدك تندب فيساعدها الجندب، ونواسمه ترقّ فتتغاشى، وعشبانه تتهافت وتتلاشى، وأدواحه في ارتباك، وحمائمه في مأتم ذي اشتباك، كأن لم تكن قمرها لات قبابه، ولم يكن أنسك شارع بابه، إلى صفوة الظرف ولبابة، ولم يسبح إنسان عينك [1] في ماء شبابه، فلهفا عليك من درّة اختلستها يد النوى، ومطل بردّها الدّهر ولوى، ونعق غراب بينها في ربوع الهوى، ونطق بالزّجر فما نطق عن الهوى، وبأيّ شيء يعتاض منك أيتها الرّياض، بعد أن طما نهرك الفيّاض، وفهقت [2] الحياض، ولا كان الشانئ المشنوء والحرب المهنوء من قطيع ليل أغار على الصبح فاحتمل، وشارك في الأمر الناقة والجمل، واستأثر جنحه ببدر النادي لمّا كمل، فشرّع [3] الشراع فراع، وواصل الإسراع، فكأنّما هو تمساح النّيل ضايق الأحباب في البرهة، وأختطف بهم من الشط نزهة العين، وعين النزهة، ولجّج بها، والعيون تنظر، والعبر عن الاتباع [4] تخطر، فلم يقدر إلّا على الأسف، والتماح الأثر المنتسف، والرجوع بملء العيبة من الخيبة، ووفر الحبرة [5] من الحسرة، إنّما نشكو إلى الله البثّ والحزن، ونستمطر منه المزن [6] ، وبسيف الرجاء نصول، إذا شرّعت لليأس أسنّة ونصول.
ما أقدر الله أن يدني على شحط ... من داره الحزن ممّن داره صول
فإن كان كلام [7] الفراق رغيبا، لمّا نويت مغيبا، وجلّلت الوقت الهنيّ تشغيبا، فلعلّ الملتقى يكون قريبا، وحديثه يروى صحيحا غريبا. إيه سيدي كيف حال تلك الشمائل المزهرة المخايل، والشيم الهامية الديم؟ هل يمرّ ببالها من راعت بالبعد باله، وأخمدت بعاصف البين ذباله؟ أو ترثي لمؤق [8] شأنها سكب لا يفتر، وشوق

[1] بؤبؤ العين.
[2] امتلأت.
[3] وفي نسخة ثانية: نشر الشراع فراع.
[4] وفي نسخة ثانية: الغمر عن الاتباع يحظر. والغمر: الماء الكثير.
[5] وفي نسخة ثانية: الجسرة أي الناقة.
[6] المزن: السحاب.
[7] وفي نسخة ثانية: كلم وهو الجرح.
[8] وفي نسخة ثانية: لشئون.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 567
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست