نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 566
الأعنّة، ولكنه أوى إلى الحرم الأمين، وتفيّأ ظلال الجوار المؤمّن من معرّة الغوار عن الشمال واليمين، حرم الخلال المزنيّة، والظلال اليزنيّة، والهمم السنيّة، والشيم التي لا ترضى بالدون ولا بالدّنيّة، حيث الرّفد الممنوح، والطير الميامن يزجر لها السنوح والمثوى الّذي إليه مهما تقارع الكرام على الضيفان، حول جوابي الجفان، فهو الجنوح.
نسب كأنّ عليه من شمس الضّحى ... نورا ومن فلق الصّباح عمودا
ومن حلّ بتلك المثابة فقد اطمأنّ جنبه، وتغمّد بالعفو ذنبه، (وللَّه در القائل) :
فو حقّه لقد انتدبت لوصفه ... بالبخل لولا أنّ حمصا داره
بلد متى أذكره هيج [1] لوعتي ... وإذا قدحت الزّند طار شراره
اللَّهمّ غفرا، وأين قراره النخيل، من مثوى الألف البخيل، ومكذبة المخيل، وأين نائية هجر، من متبرئ ممن ألحد وفجر [2]
من أنكر غيث مسودّة [3] ... في الأرض ينوء بمخلفها
فبنان بني مزنى مزن ... تنهلّ بلطف مصرّفها
مزن مذحلّ ببسكرة ... يوما نطقت بمصحفها
شكرت حتى بعبارتها ... وبمعنها وبأحرفها
ضحكت بأبي العباس من ... الأيام ثنايا زخرفها
وشكرت الدنيا متى عرفت ... مزن فيها بمعرّفها [4]
بل نقول لا محل للولد [5] ، لا أقسم بهذا البلد، وأنت حلّ بهذا البلد، لقد حلّ بينك عرى الجلد، وخلد الشوق بعدك يا ابن خلدون في الصميم من الخلد، فحيّا الله زمانا شفيت في قربك زمانته [6] ، واحتليت في ذروة مجدك جمانته، ويا من لمشوق لم يفض من طول خلّتك لبانته [7] ، وأهلا بروض أضلّت شباب معارفك [1] وفي نسخة ثانية: تهتج.
[2] وفي نسخة ثانية: وابن ثانية هجر، من متبوإ من ألحد وفجر. [3] وفي نسخة ثانية: من أنكر غيثا منشؤه.
[4] وفي نسخة ثانية: وتنكّرت الدنيا حتى عرفت منه بمعرّفها. [5] وفي نسخة ثانية: يا محلّ الولد. [6] بمعنى العامة. [7] وفي نسخة ثانية: وقضيت في مرعى خلّتك لبناته.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 566