نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 564
نزعت عن غواية الرتب. وطال عليّ إغفال العلم، فأعرضت عن الخوض في أحوال الملوك، وبعثت الهمّة على المطالعة والتدريس، فوصل إليه الأخ فاستكفى به في ذلك، ودفعه إليه.
ووصلني مع هذه الكتب السلطانيّة كتاب رسالة من الوزير أبي عبد الله بن الخطيب من غرناطة يتشوّق إليّ، وتأدّى إلى تلمسان على يد سفراء السلطان ابن الأحمر، فبعث إليّ من هنالك ونصّه:
بنفسي وما نفسي عليّ رخيصة [1] ... فينزلني عنها المكاس بأثمان
حبيب نأى عنّي وصمّ لا أنثني ... وراش سهام البين عمدا فأضناني [2]
وقد كان همّ الشّيب لا كان كائنا [3] ... فقد آدني لما ترحّل همّان
شرعت له من دمع عينيّ موردا ... فكدّر شربي بالفراق وأظماني
وأرعيّته من حسن عهدي حميّة [4] ... فأجدب آمالي وأوحش أزماني
حلفت على ما عنده لي من رضى ... قياسا بما عندي فأحنّث أيماني
وإني على ما نالني منه من قلى ... لأشتاق من لقياه نعبة ظمآن
سألت جنوني فيه تقريب عرسه ... فقست بحرّ الشوق جنّ سليمان
إذا ما دعا داع من القوم باسمه ... وثبت وما استثبت شيمة هيمان
وتاللَّه ما أصغيت فيه لعاذل ... تحاميته حتى ارعوى وتحاماني
ولا استشعرت نفسي برحمة عابد ... تظلّل يوما مثله عبد رحمان
ولا شعرت من قبله بتشوّق ... تخلّل منها بين روح وجثمان
أمّا الشوق فحدّث عن البحر ولا حرج، وأمّا الصبر فسل به أيّة درج، بعد أن تجاوز اللوى [5] والمنعرج، لكن الشدّة تعشق الفرج، والمؤمن ينشق من روح الله الأرج، وأني بالصبر على إبر الزبر [6] لا بل الضّرب الهبر، ومطاولة اليوم والشهر، تحت حكم [1] وفي نسخة ثانية: بهيّنة.
[2] وفي نسخة ثانية: فأحماني وأحمى الصيد: رماه فقتله في مكانه. [3] وفي نسخة ثانية: كافيا. [4] وفي نسخة ثانية: جميمه. [5] اللوى: ما التوى من الرمل. [6] وفي نسخة ثانية: الدبر أي الزنانير.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 564