نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 530
عبد الرحمن ومعه أخوه أبو ثابت وقومهما، فملكوا تلمسان من يد ابن جرّار وحبسوه ثم قتلوه. واستبدّ أبو سعيد بملك تلمسان وأخوه أبو ثابت يردفه، وركب السلطان أبو الحسن البحر من تونس وغرق أسطوله ونجا هو إلى الجزائر فاحتل بها، وأخذ في الحشد إلى تلمسان، فرأى أبو سعيد أن يكفّ غربة عنهم، بمواصلة تقع بينهما، واختار لذلك الخطيب ابن مرزوق [1] فاستدعاه وأسرّ إليه بما يلقيه عند السلطان أبي الحسن، وذهب لذلك على طريق الصحراء. وأطلّ أبو ثابت وقومه على الخبر فنكروه على أبي سعيد وعاتبوه فأنكر، فبعثوا صغير بن عامر في اعتراض ابن مرزوق فجاء به وحبسوه أياما. ثم أجازوه البحر إلى الأندلس فنزل على السلطان أبي الحجّاج بغرناطة، وله إليه وسيلة منذ اجتماعه به بمجلس السلطان أبي الحسن بسبتة إثر واقعة طريف، فرعى له أبو الحجّاج ذمّة تلك المعرفة، وأدناه واستعمله في الخطابة بجامعة بالحمراء. فلم يزل خطيبه إلى أن استدعاه السلطان أبو عنان سنة أربع وخمسين وسبعمائة بعد مهلك أبيه، واستيلائه على تلمسان وأعمالها، فقدم عليه ورعى له وسائله، ونظمه في أكابر أهل مجلسه. وكان يقرأ الكتب بين يديه في مجلسه العليّ [2] ويدرّس في نوبته مع من يدرّس في مجلسه منهم. ثم بعثه إلى تونس عام ملكها سنة ثمان وخمسين وسبعمائة ليخطب له ابنه السلطان أبي يحيى، فردّت تلك الخطبة واختفت بتونس. ووشي إلى السلطان أبي عنان أنه كان مطلعا على مكانها، فسخطه لذلك ورجع السلطان من قسنطينة، فثار أهل تونس بمن كان بها من عمّاله وحاميته. واستقدموا أبا محمد بن تافراكين من المهديّة، فجاء وملك البلد. وركب القوم الأسطول ونزلوا بمراسي تلمسان. وأوعز السلطان باعتقال ابن مرزوق، وخرج لذلك يحيى بن شعيب من مقدّمي الحجّاب [3] ببابه، فلقيه بتاسالت فقيّده هنالك. وجاء به فأحضره السلطان وقرّعه، ثم حبسه مدّة وأطلقه بين يدي مهلكه.
واضطربت الدولة بعد موت السلطان أبي عنان، وبايع بعض بني مرين لبعض الأعياص من بني يعقوب بن عبد الحق. وحاصروا البلد الجديد، وبها ابنه السعيد ووزيره المستبدّ عليه الحسن بن عمر، وكان السلطان أبو سالم بالأندلس غرّبه إليها [1] وفي نسخة ثانية: ابن مرزوي. [2] وفي نسخة ثانية: العلمي. [3] وفي نسخة ثانية: الجنادرة وهو تحريف.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 530