responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 531
أخوه السلطان أبو عنان مع بني عمّهم ولد السلطان أبي علي بعد وفاة السلطان أبي الحسن، وحصولهم جميعا في قبضته. فلما توفي أراد أبو سالم النهوض لملكه بالمغرب، فمنعه رضوان القائم يومئذ بملك الأندلس مستبدّا على ابن السلطان أبي الحجّاج، فلحق هو بإشبيليّة من دار الحرب، ونزل على بطرة [1] ملكهم يومئذ، فهيّأ له السفن وأجازه إلى العدوة فنزل، بجبل الصفيحة من بلاد غمارة، وقام بدعوته بنو مسير [2] وبنو منير أهل ذلك الجبل منهم، ثم أمدّوه واستولى على ملكه في خبر طويل ذكرناه في أخبار دولته. وكان ابن مرزوق يداخله وهو بالأندلس ويستخدم له، ويفاوضه في أموره وربما كان يكاتبه، وهو بجبل الصفيحة، ويداخل زعماء قومه في الأخذ بدعوته. فلمّا ملك السلطان أبو سالم رعى له تلك الوسائل أجمع، ورفعه على الناس، وألقى عليه محبّته وجعل زمام الأمور بيده، فوطئ الناس عقبه وغشي أشراف الدولة بابه، وصرفت الوجوه إليه، فمرضت لذلك قلوب أهل الدولة ونقموه على السلطان، وتربّصوا به حتى وثب عبد الله بن عمر بالبلد الجديد، وافترق الناس عن السلطان. وقتله عمر بن عبد الله آخر اثنتين وستين وسبعمائة وحبس ابن مرزوق وأغرى به سلطانه الّذي نصبه، محمد بن أبي عبد الرحمن بن أبي الحسن فامتحنه واستصفاه، ثم أطلقه بعد أن رام كثير من أهل الدولة قتله فمنعه منهم.
ولحق بتونس سنة أربع وستين وسبعمائة ونزل على السلطان أبي إسحاق وصاحب دولته المستبدّ عليه أبي محمد بن تافراكين، فأكرموا نزله وولّوه الخطابة بجامع الموحّدين بتونس. وأقام بها إلى أن هلك السلطان أبو إسحاق سنة سبعين وسبعمائة وولي ابنه خالد. وزحف السلطان أبو العبّاس حافد السلطان أبي يحيى من مقرّه بقسنطينة إلى تونس فملكها، وقتل خالدا سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.
وكان ابن مرزوق يستريب منه لما كان يميل وهو بفاس مع ابن عمّه محمد صاحب بجاية، ويؤثره عند السلطان أبي سالم عليه، فعزله السلطان أبو العبّاس عن الخطبة بتونس، فوجم لها وأجمع الرحلة إلى المشرق. وسرّحه السلطان فركب السفن ونزل بالإسكندريّة، ثم رحل إلى القاهرة ولقي أهل العلم وأمراء الدولة، ونفقت بضائعه

[1] بطرة بطاء فوقها نقطتان: اشارة الى أن نطقها بين الطاء والتاء وهذا ما أشار اليه ابن خلدون في مقدمته.
[2] وفي نسخة ثانية: بنو مثنى.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست