responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 529
وسبعمائة ومرّ ببجاية فسمع بها على الشيخ أبي علي ناصر الدين ودخل الشرق. وجاور أبوه بالحرمين الشريفين، ورجع هو إلى القاهرة وأقام بها. وقرأ على برهان الدين الصّفاقصيّ المالكيّ وأخيه. وبرع في الطلب والرواية، وكان يجيد الخطّين. ثم رجع سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة الى المغرب ولقي السلطان أبا الحسن بمكانه من حصار تلمسان، وقد شيد بالعبّاد مسجدا عظيما، وكان عمّه ابن مرزوق خطيبا به على عادتهم في العبّاد. وتوفي فولّاه السلطان خطابة ذلك المسجد مكان عمّه. وسمعه يخطب على المنبر ويشيد بذكره والثناء عليه، فحلا بعينه واختصّه وقرّبه، وهو مع ذلك يلازم مجلس الشيخين ابني الإمام، ويأخذ نفسه بلقاء الفضلاء والأكابر والأخذ عنهم، والسلطان كل يوم يزيد ترقّيه [1] ، وحضر معه واقعة طريف التي كان فيها تمحيص المسلمين، فكان يستعمله في السفارة عنه إلى صاحب الأندلس. ثم سفر عنه بعد أن ملك إفريقية إلى ابن أدفونش ملك قشتالة في تقرير الصلح، واستنقاذ ابنه أبي عمر تاشفين. كان أسر يوم طريف فغاب في تلك السفارة عن واقعة القيروان. ورجع بتاشفين مع طائفة من زعماء النصرانيّة جاءوا في السفارة عن ملكهم، ولقيهم خبر واقعة القيروان بقسنطينة من بلاد إفريقية، وبها عامل السلطان وحاميته، فثار أهل قسنطينة بهم جميعا ونهبوهم، وخطبوا للفضل ابن السلطان أبي يحيى، وراجعوا الموحّدين، واستدعوه فجاء إليهم وملك البلد. وانطلق ابن مرزوق عائدا إلى المغرب مع جماعة من الأعيان، والعمّال والسفراء عن الملوك. ووفد على السلطان أبي عنان مع أمة حظية أبي الحسن وأثيرته. كانت راحلة إليه، فأدركها الخبر بقسنطينة، وحضرت الهيعة. فوثب ابنها أبو عنان على ملك أبيه واستيلائه على فاس، فرجعت إليه وابن مرزوق في خدمتها. ثم طلب اللحاق بتلمسان فسرّحوه إليها، وأقام بالعبّاد مكان سلفه. وعلى تلمسان يومئذ أبو سعيد عثمان بن عبد الرحمن بن يغمراسن بن زيّان قد بايع له قبيلة بني عبد الواد بعد واقعة القيروان بتونس، وابن تافراكين يومئذ محاصر للقصبة كما مرّ في أخبارهم. وانصرفوا إلى تلمسان فوجدا بها أبا سعيد عثمان بن جرّار أقد استعمله عليها السلطان أبو عنان عند انتقاضه على أبيه، ومسيره إلى فاس، وانتقض ابن جرّار من بعده، ودعا لنفسه، وصمد إليه عثمان بن

[1] وفي نسخة ثانية: والسلطان في كل يوم يزيده رتبة.
ابن خلدون م 34 ج 7
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 529
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست