نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 528
دار الهوى نجد وساكنها ... أقصى أمانيّ النفس من نجد
هل باكر الوسميّ ساحتها ... واستنّ في قيعانها الجرد
أو بات معتلّ النسيم بها ... مستشفيا بالبان والرند
يتلو أحاديث الذين هم ... قصدي وإن جاروا عن القصد
أيام سمر ظلالها وطني ... منها وزرق مياهها وردي
ومطارح النظرات في رشاء ... أحوى المدامع أهيف القدّ
يرنو إليك بعين جارية ... قتل المحبّ بها على عمد
حتى أجدّ بهم على عجل ... ريب الخطوب وعاثر الجدّ
فقدوا فما وأبيك بعدهم ... عيشي شفى إلّا على الفقد [1]
وغدوا دفينا قد تضمّنه ... بطن الثرى وقرارة اللّحد
ومشرّدا من دون رؤيته ... قذف النّوى وتنوفة البعد
أجرى عليّ العيش بعدهم ... أني جرعت حميمهم وحدي [2]
لا تلحني يا صاح في شجن ... أخفيت منه فوق ما أبدي
بالقرب لي سكن يؤوّبني ... من ذكره سهد على سهد
فرخان قد تركا بمضيعة ... رزئت [3] عن الرّفداء والرفد
(ومنهم) صاحبنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق من أهل تلمسان، كان سلفه نزلاء الشيخ أبي مدين بالعبّاد، ومتوارثين خدمة تربته من لدن جدّهم خادمه في حياته. وكان جدّه الخامس أو السادس واسمه أبو بكر بن مرزوق معروفا بالولاية فيهم. ولما هلك دفنه يغمراسن [4] بن زيّان السلطان بتلمسان من بني عبد الواد في التربة بقصره، ليدفن بإزائه متى قدّر بوفاته. ونشأ محمد هذا بتلمسان، ومولده فيما أخبرني سنة عشر وسبعمائة [5] ، وارتحل مع أبيه إلى المشرق سنة ثمان عشرة
[1] وفي نسخة ثانية: فقدوا فلا وأبيك بعدهم ما عشت لا آسي على الفقد.
[2] وفي نسخة ثانية: اني فقدت جميعهم وحدي. [3] وفي نسخة ثانية: زويت. [4] يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد السلطان من بني عبد الواد، كان من أشد بني عبد الواد بأسا، وكانت له في النفوس مهابة، ولي الملك سنة 733، ودان له المغرب الأوسط وتلمسان. [5] ما ذكره ابن خلدون عن مولد تاريخ ابن مرزوق يختلف عما ذكره ابن الخطيب في الإحاطة حيث يقول أنه ولد سنة 711 هـ بدل 710 هـ.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 528