responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 526
صوت من مزامير آل داود [1] وكان يصلّي بالسلطان التراويح ويقرأ عليه بعض الأحيان حزبه.
(وممن حضر معه) بإفريقية الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد بن الصبّاغ من أهل مكناسة، كان مبرّزا في المعقول والمنقول، وعارفا بالحديث وبرجاله، وإماما في معرفة كتّاب الموطأ وإقرائه، أخذ العلوم عن مشيخة فاس ومكناسة، ولقي شيخنا أبا عبد الله الأيلّي، ولازمه وأخذ عنه العلوم العقلية، فاستنفد بقيّة طلبه عليه، فبرز آخرا، واختاره السلطان لمجلسه واستدعاه، ولم يزل معه إلى أن هلك غريقا في ذلك الأسطول.
(ومنهم القاضي أبو عبد الله) محمد بن عبد الله بن عبد النور من أعمال ندرومة ونسبه في صنهاجة كان مبرّزا في الفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس، تفقّه فيه على الأخوين أبي زيد وأبي موسى ابني الإمام، وكان من جملة [2] أصحابهما.
ولما استولى السلطان أبو الحسن على تلمسان رفع من منزلة ابني الإمام واختصهما بالشورى في بلدهما. وكان يستكثر من أهل العلم في دولته، ويجري لهم الأرزاق ويعمر بهم مجلسه، فطلب يومئذ من ابن الإمام أن يختار له من أصحابه من ينظمه في فقهاء المجالس، فأشار عليه بابن عبد النور هذا، فأدناه وقرّب مجلسه، وولّاه قضاء عسكره، ولم يزل في جملته إلى أن هلك بالطاعون بتونس سنة تسع وأربعين وسبعمائة وكان قد خلف أخاه عليّا رفيقه في تدريس ابن الإمام إلّا أنه أقصر باعا منه في الفقه. فلمّا خلع السلطان أبو عنان طاعة أبيه السلطان أبي الحسن، ونهض إلى فاس، استنفره في جملته وولّاه قضاء مكناسة، فلم يزل بها حتى تغلّب عمر بن عبد الله على الدولة كما مرّ، فنزع إلى قضاء فرضه فسرّحه. فخرج حاجّا سنة أربع وستين وسبعمائة فلمّا قدم على مكة وكان به بقية مرض، هلك في طواف القدوم.
وأوصى أمير الحاج على ابنه محمد، وأن يبلغ وصيته به للأمير المتغلّب على الديار المصرية يومئذ يلبغا الخاصكي [3] فأحسن خلافته فيه وولّاه من وظائف الفقهاء ما

[1] يروى ابن أبي موسى الأشعري أنه كان يقرأ القرآن، فسمعه النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: أعطيت مزمارا من مزامير آل داود يعني بذلك حسن صوته (تاج العروس 3/ 340) .
[2] وفي نسخة ثانية: جلّة.
[3] هو يلبغا بن عبد الله الخاصكي الناصري الأمير الكبير الشهير. أول ما أمّره الناصر حسن مقدم ألف بعد موت تنكره ثم كان يلبغا راس من قام على استاذه الناصر حسن حتى قتل وتسلطن المنصور محمد بن
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست