نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 525
عليها، وعلى سائر أعمالها، وعلى حرب الموحّدين بقسنطينة. وأفرد ابن رضوان بالكتابة، وجعل إليه العلامة كما كانت لابن أبي عمرو، فاستقلّ بها موفّر الاقطاع والإسهام والجاه. ثم سخطه آخر سبع وخمسين وسبعمائة وجعل العلامة لمحمد بن أبي القاسم بن أبي مدين والإنشاء والتوقيع لأبي إسحاق إبراهيم بن الحاج الغرناطي [1] ، فلما كانت دولة السلطان أبي سالم [2] جعل العلامة لعلي بن محمد بن مسعود [3] صاحب ديوان العساكر والإنشاء والتوقيع والسرّ لمؤلف الكتاب عبد الرحمن ابن خلدون. ثم هلك أبو سالم سنة اثنتين وستين وسبعمائة واستبدّ الوزير عمر بن عبد الله على من كفله من أبنائه، فجعل العلامة لابن رضوان سائر أيامه، وقتله عبد العزيز ابن السلطان أبي الحسن، واستبدّ بملكه، فلم يزل ابن رضوان على العلامة، وهلك عبد العزيز وولي ابنه السعيد في كفالة الوزير أبي بكر بن غازي بن الكاس وابن رضوان على حاله، ثم غلب السلطان أحمد على الملك وانتزعه من السعيد، وأبي بكر بن غازي، وقام بتدبير دولته محمد بن عثمان بن الكاس، مستبدّا عليه، والعلامة لابن رضوان كما كانت إلى أن هلك بأزمور [4] في حركة السلطان أحمد إلى مراكش، لحصار عبد الرحمن بن أبي يفلوسن ابن السلطان أبي علي.
وكان في جملة السلطان أبي الحسن جماعة كثيرة من فضلاء المغرب وأعيانه، هلك كثير منهم في الطاعون الجارف بتونس، وغرق جماعة منهم في أسطوله لمّا غرق، وتخطّت النكبة منهم آخرين إلى أن استوفوا ما قدّر من آجالهم.
(فمن حضر معه بإفريقية) الفقيه أبو عبد الله محمد بن أحمد الزواويّ شيخ القرّاء بالمغرب، أخذ العلم والعربية عن مشيخة فاس، وروى عن الرحّالة أبي عبد الله بن رشيد، وكان إماما في فن القراءات وصاحب ملكة فيها لا يجاري. وله مع ذلك [1] النميري أبو إسحاق يعرف بابن الحاج ولد سنة 713 وهو إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم ... راجع (الإحاطة 1/ 193) . [2] أبو سالم هو إبراهيم ابن السلطان أبي الحسن وشقيق السلطان أبي عنان فارس. [3] كنيته أبو الحسن من الأندلس نشأ في بيت علم وكان فقيها أديبا لغويا، قدم مع أبيه الى تلمسان واسمه علي بن محمد بن أحمد بن موسى بن سعود الخزاعي. [4] ذكرها ياقوت تحت اسم: أزمورة: ثلاث ضمات متواليات وتشديد الميم والواو ساكنة وراء مهملة: بلد بالمغرب في جبال البربر (معجم البلدان) .
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 525