نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 524
والأخذ عنه، إلى أن رحل السلطان إلى إفريقية، وكانت واقعة القيروان، وانحصر بالقصبة بتونس مع من انحصر بها من أشياعه مع أهله وحرمه. وكان السلطان قد خلّف ابن رضوان في بعض خدمته، فجلا عند الحصار فيما عرض لهم من المكاتبات. وتولّى كبر ذلك، فقام فيه أحسن قيام إلى أن وصل السلطان من القيروان، فرعى له حق خدمته تأنيسا وقربا، وكثرة استعمال إلى أن رحل من تونس في الأسطول إلى المغرب سنة خمسين وسبعمائة كما مرّ. واستخلف بتونس ابنه أبا الفضل، وخلّف أبا القاسم بن رضوان كاتبا له، فأقاما كذلك أياما. ثم غلبهم على تونس سلطان الموحّدين الفضل ابن السلطان أبي يحيى. ونجا أبو الفضل إلى أبيه، ولم يطق ابن رضوان الرحلة معه، فأقام بتونس حولا، ثم ركب البحر إلى الأندلس، وأقام بالمريّة مع جملة من هنالك من أشياع السلطان أبي الحسن، كان فيهم عامر ابن محمد بن علي شيخ هنتاتة كافلا لحرم السلطان أبي الحسن وابنه. أركبهم السفين معه من تونس عند ما ارتحل، فخلص إلى الأندلس، ونزلوا بالمريّة وأقاموا بها تحت جراية سلطان الأندلس، فلحق بهم ابن رضوان وأقام معهم. ودعاه أبو الحجّاج سلطان الأندلس [1] الى أن يستكتبه فامتنع، ثم هلك السلطان أبو الحسن وارتحل مخلّفه الذين كانوا بالمريّة، ووفدوا على السلطان أبي عنان، ووفد معهم ابن رضوان، فرعى له وسائله في خدمة أبيه، واستكتبه واختصّه بشهود مجلسه مع طلبة العلم بحضرته. وكان محمد بن أبي عمرو يومئذ رئيس الدولة، ونجيّ الخلوة وصاحب العلامة، وحسبان الجباية والعساكر، قد غلب على هوى السلطان، واختص به، فاستخدم له ابن رضوان حتى علق منه بذمّة [2] ، ولاية وصحبة وانتظام في السمر، وغشيان المجالس الخاصة، وهو مع ذلك يدنيه من السلطان. وينفق سوقه عنده، ويستكفي به في مواقف خدمته إذا غاب عنها لما هو أهمّ، فحلا بعين السلطان ونفقت عنده فضائله. فلما سار أبو عمرو في العساكر إلى بجاية سنة أربع وخمسين وسبعمائة انفرد ابن رضوان بعلامة الكتاب عن السلطان، ثم رجع ابن أبي عمرو وقد سخطه السلطان، فأقصاه إلى بجاية وولّاه [1] ابو الحجاج هذا، هو يوسف بن إسماعيل ابن الأحمر (718- 755) هو سابع ملوك بني الأحمر تولى الحكم سنة 334. [2] وفي نسخة ثانية: بدمه.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 524