نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 516
اجتمعوا على أبي دبّوس وبايعوا له كما مرّ في أخبار السلطان، فبعثوا ابن تافراكين إلى تونس، فحاصر القصبة وامتنعت عليه. وكان عبد المهيمن يوم ثورة أهل تونس، وقد سمع الهيعة [1] خرج من بيته إلى دارنا فاختفى عند أبي رحمه الله، وأقام متخفيا عندنا نحوا من ثلاثة أشهر. ثم نجا السلطان من القيروان إلى سوسة، وركب البحر إلى تونس، وفرّ ابن تافراكين إلى المشرق، وخرج عبد المهيمن من الاختفاء، وأعاده السلطان إلى ما كان عليه من وظيفة الولاية والكتابة [2] وكان كثيرا ما يخاطب والدي رحمه الله ويشكره على موالاته، ومما كتب إليه وحفظته من خطّه:
محمد ذو المكارم قد ثناني [3] ... فعال شكره أبدا عناني
جزى الله ابن خلدون حياة ... منعّمة وخلدا في الجنان
فكم أولى ووالى من جميل ... وبرّ بالفعال وباللّسان
وراعى الحضرميّة في الّذي قد ... جنى من ودّه ورد الحنان [4]
أبا بكر ثناؤك طول دهري ... أردّد باللسان وبالجنان
وعن علياك ما امتدّت حياتي ... أكافح بالحسام وباللسان
فمنك أفدت خلّا لست دهري ... أرى عن حبّه أثنى عناني
أوهؤلاء الأعلام الذين ذكرهم الرحوي في شعره، هم سبّاق الحلبة في مجلس السلطان أبي الحسن، اصطفاهم لصحابته من بين أهل المغرب، فأمّا ابنا الإمام منهم، فكانا أخوين من أهل برشك من أعمال تلمسان، واسم أكبرهم أبو زيد عبد الرحمن، والأصغر أبو موسى عيسى. وكان أبوهما إماما ببعض مساجد برشك، واتهمه المتغلّب يومئذ على البلد زيرم بن حمّاد [5] بأنّ عنده وديعة من المال لبعض أعدائه، فطالبه بها، ولاذ بالامتناع، وبيّته زيرم لينتزع المال من يده، فدافعه وقتل، وارتحل ابناه هذان الأخوان إلى تونس في آخر المائة [1] وفي نسخة ثانية: ووقوع الهيعة. [2] وفي نسخة ثانية: وظيفة العلامة والكتابة. [3] وفي نسخة ثانية: لمحمد ذوي المكارم قد ثناني.
[4] وفي نسخة ثانية:
وراعى الحضرمية في الّذي قد ... حبا من ودّه ومن الحنان [5] زيري بن حمّاد: وقد ورد في مكان سابق من هذا الكتاب.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 516