نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 517
السابعة، وأخذا العلم بها عن تلميذ ابن زيتون، وتفقّها على أصحاب أبي عبد الله بن شعيب الدّكّالي، وانقلبا إلى المغرب بحظّ وافر من العلم، وأقاما بالجزائر يبثّان العلم بها لامتناع برشك عليهما من أجل زيرم المتغلّب عليها، والسلطان أبو يعقوب يومئذ صاحب المغرب الأقصى من بني مرين جاثم على تلمسان يحاصرها الحصار الطويل المشهور [1] ، وبث بها جيوشه في نواحيها، وغلب على الكثير من أعمالها وأمصارها، وملك عمر مغراوة بشلف، وحصر مليانة، بعث إليها الحسن بن أبي الطلاق من بني عسكر، وعليّ بن محمد ابن الخيّر من بني ورتاجن، ومعهما لضبط الجباية واستخلاص الأموال الكاتب منديل بن محمد الكناني، فارتحل هذان الأخوان من الجزائر، وأخذا عليه [2] ، فحليا بعين منديل الكناني [3] ، فقرّبهما واصطفاهما، واتّخذهما لتعليم ولده محمد. فلما هلك يوسف بن يعقوب سلطان المغرب بمكانه من حصار تلمسان سنة خمس وسبعمائة [4] على يد خصيّ من خصيانه طعنه فأشواه، وهلك. وأقام بالملك بعده حافده أبو ثابت بعد أمور ذكرناها في أخباره، ووقع بينه وبين صاحب تلمسان من بعده يومئذ، أبي زيّان محمد بن عثمان بن يغمراسن وأخيه أبي حمّو العهد المتأكد على الإفراج عن تلمسان، وردّ أعمالها عليه، فوفّى لهم بذلك وعاد إلى المغرب.
وارتحل ابن أبي الطلاق من شلف، والكناني من مليانة راجعين إلى المغرب. ومرّوا بتلمسان فأوصى لهما أبو حمّو وأثنى عليهما حلّة بمقامهما في العلم، واغتبط بهما أبو حمّو وبنى لهما المدرسة المعروفة بهما بتلمسان. وأقاما عنده على مجرى أهل العلم.
وسننهم. وهلك أبو حمّو، وكانا كذلك مع ابنه أبي تاشفين إلى أن زحف السلطان أبو الحسن المريني الى تلمسان، وملكها عنوة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة وكانت لهما شهرة في أقطار المغرب، أسست لهما عقيدة صالحة، فاستدعاهما لحين دخوله، وأدنى مجلسهما وشاد بمكرمتهما، ورفع جاههما على أهل طبقتهما. وصار يجمّل بهما مجلسه متى مرّ بتلمسان ووفدا عليه في الأولى التي نفر فيها أعيان بلادهما. ثم استنفرهما [1] دام هذا الحصار حوالي ثمان سنوات وثلاث أشهر. [2] وفي نسخة ثانية: واحتلا بمليانة. [3] وفي نسخة ثانية: الكناني. [4] وفي كتاب العبر والإحاطة انه قتل سنة 706 راجع الدرر الكامنة ج 4 ص 480.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 517