نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 515
وأن نظام الشكل أكمل نظمه ... لأضعاف قاض في الدليل برجحان
وأنّ افتقار المرء من فقراته ... ومن ثقله يغني اللبيب بأوزان
إلى آخرها، ثم يقول في ذكر العلماء القادمين:
هم القوم كلّ القوم أمّا حلومهم ... فأرسخ من طودي ثبير وثهلان [1]
فلا طيش يعلوهم [2] وأمّا علومهم ... فأعلامها تهديك من غير نيران
ثم يقول في آخرها
وهامت على عبد المهيمن تونس ... وقد ظفرت منه بوصل وقربان
وما علقت مني الضمائر غيره ... وإن هويت كلا بحب ابن رضوان
وكتب هذا الشاعر صاحبنا الرحوي يذكّر عبد المهيمن بذلك.
لهي النفس في اكتساب وسعي ... وهو العمر في انتهاب وفي
وأرى الناس بين ساع لرشد ... يتوخّى الهدى وساع لغيّ
وأرى العلم للبريّة زينا ... فتزيّ منه بأحسن زيّ
وأرى الفضل قد تجمّع كلّا ... في ابن عبد المهيمن الحضرميّ
ثم يقول في آخرها
ينبغي القرب من مراقي الأماني ... والتّرقّي للجانب العلويّ
فأنلها مرامها مستهلا [3] ... كلّ دان يسعى وكلّ قصيّ
ثم كانت واقعة العرب على السلطان بالقيروان فاتح تسع وأربعين وسبعمائة فشغلوا عن ذلك ولم يظفر هذا الرحوي بطلبته. ثم جاء الطاعون الجارف فطوى البساط بما فيه، وهلك عبد المهيمن فيمن هلك، ودفن بمقبرة سلفنا بتونس، لخلّة كانت بينه وبين والدي رحمه الله أيام قدومهم علينا.
فلما كانت وقعة القيروان ثار أهل تونس بمن كان عندهم من أشياع السلطان أبي الحسن، فاعتصموا بالقصبة دار الملك، حيث كان ولد السلطان وأهله، وانتقض عليه ابن تافراكين، وخرج من القيروان إلى العرب، وهم يحاصرون السلطان، وقد
[1] ثبير: جبل بظاهر مكة. ثهلان: جبل في بلاد بني غير (تاج العروس) . [2] وفي نسخة ثانية: يعروهم. [3] وفي نسخة ثانية:
فأنلها مرامها نلت سهلا ... كل دان بغي وكل قصيّ
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 515