responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 509
محمد، فأجرى جدّنا أبا بكر على ما كان لأبيه. ثم ضرب الدهر ضرباته، وهلك المستنصر سنة خمس وسبعين وستمائة، وولي ابنه يحيى، وجاء أخوه الأمير أبو إسحاق من الأندلس بعد أن كان فرّ إليها أمام أخيه المستنصر. فخلع يحيى، واستقلّ هو بملك إفريقية، ودفع جدّنا أبا بكر محمدا على عمل الأشغال في الدولة على سنن عظماء الدولة الموحدين فيها قبله، من الانفراد بولاية العمّال وعزلهم وحسبانهم على الجباية، فاضطلع بتلك الرتبة. ثم عقد السلطان أبو إسحاق لابنه محمد، وهو جدّنا الأقرب على حجابة وليّ عهده ابنه أبي فارس أيام أن أقصاه إلى بجاية [1] . ثم استعفى جدّنا من ذلك فأعفاه ورجع إلى الحضرة، ولما غلب الدعي ابن أبي عمارة [2] على ملكهم بتونس، اعتقل جدّنا أبا بكر محمدا، وصادره على الأموال ثم قتله خنقا في محبسه. وذهب ابنه محمد جدّنا الأقرب مع السلطان أبي إسحاق وأبنائه إلى بجاية فتقبّض عليه ابنه أبو فارس، وخرج مع العساكر هو وإخوته لمدافعة الدعي ابن أبي عمارة، وهو يشبه بالفضل بن المخلوع حتى إذا استلحموا بمرماجنّة جنّة خلص جدّنا محمد مع أبي حفص ابن الأمير أبي زكريا من الملحمة، ومعهما الفازازي وأبو الحسين بن سيّد الناس فلحقوا بمنجاتهم من قلعة سنان. وكان الفازازي من صنائع المولى أبي حفص، وكان يؤثره عليهم. فأما أبو الحسين بن سيّد الناس، فاستنكف من إيثار الفازازي عليه، بما كان أعلى رتبة منه ببلده إشبيلية، ولحق بالمولى أبي زكريا الأوسط بتلمسان، وكان من شأنه ما ذكرناه. وأما محمد بن خلدون فأقام مع الأمير أبي حفص وسكن لايثار الفازازي. ولما استولى أبو حفص على الأمور رعى له سابقته وأقطعه، ونظّمه في جملة القوّاد ومراتب أهل الحروب، واستكفى به في الكثير من أمر ملكه، ورشّحه لحجابته من بعد الفازازي. وهلك فكان من بعده حافد أخيه المستنصر أبو عصيدة، واصطفى لحجابته محمد بن إبراهيم الدبّاغ كاتب الفازازي وجعل محمد بن خلدون رديفا له في حجابته. فكان كذلك إلى أن هلك السلطان، وجاءت دولة الأمير خالد، فأبقاه على حاله من التجلّة والكرامة، ولم

[1] بجاية: وتسمى الناصرية نسبة الى بانيها الناصر بن علناس بن حماد بن زيري الصنهاجي، بناها في حدود سنة 457:- تقع اليوم- على ساحل البحر الأبيض من الجزائر وكانت قاعدة المغرب الأوسط (معجم البلدان) .
[2] هو أحمد بن روق بن أبي عمارة من بيوتات بجاية الطارئين عليها من المسيلة (الاحاطة في تاريخ غرناطة 1 174) .
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست