responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 508
يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص أيام ولايته عليهم، جارية من سبي الجلالقة، اتخذها أم ولد، وكان له منها ابنه أبو زكريا يحيى وليّ عهده الهالك في أيامه، وأخواه عمر وأبو بكر، وكانت تلقّب أمّ الخلفاء. ثم انتقل الأمير أبو زكريا إلى ولاية إفريقية سنة عشرين وستمائة. ودعا لنفسه بها وخلع دعوة بني عبد المؤمن سنة خمس وعشرين وستمائة واستبدّ بإفريقية، وانتقضت دولة الموحدين بالأندلس، وثار عليهم ابن هود [1] . ثم هلك واضطربت الأندلس وتكالب الطاغية عليها، وتردّد الغزو إلى الفرنتيرة بسيط قرطبة وإشبيلية إلى جيّان. وثار ابن الأحمر من غرب الأندلس من حصن أرجونة يرجو التماسك بما بقي من رمق الأندلس. وفاوض أهل الشورى يومئذ بإشبيليّة. وهم بنو الباجي، وبنو الجدّ، وبنو الوزير، وبنو سيّد الناس، وبنو خلدون. وداخلهم في الثورة على ابن هود، وأن يتجافوا للطاغية عن الفرنتيرة، ويتمسّكوا بالجبال الساحلية وأمصارها المتوعّرة، من مالقة إلى غرناطة إلى المريّة، فلم يوافقوه على بلادهم. وكان مقدّمهم أبو مروان الباجي، فنابذهم ابن الأحمر وخلع طاعة الباجي وبايع مرّة لابن هود ومرّة لصاحب مراكش من بني عبد المؤمن، ومرّة للأمير أبي زكريا صاحب إفريقية. ونزل غرناطة واتخذها دار ملكه، وبقيت الفرنتيرة وأمصارها ضاحية من ظل الملك، فخشي بنو خلدون سوء العاقبة من الطاغية، وارتحلوا من إشبيلية إلى العدوة، ونزلوا سبتة، وأجلب الطاغية على تلك الثغور فملك قرطبة وإشبيلية وقرمونة وجيّان وما إليها في مدّة عشرين سنة. ولما نزل بنو خلدون بسبتة أصهر إليهم العزفيّ بأبنائه وبناته، فاختلط بهم، وكان له معهم صهر مذكور. وكان جدّنا الحسن بن محمد، وهو سبط ابن المحتسب قد أجاز فيمن أجاز إليهم، فذكروا سوابق سلفه عند الأمير أبي زكريا، فقصده، وقدم عليه فأكرم قدومه، وارتحل إلى المشرق فقضى فرضه. ثم رجع ولحق بالأمير أبي زكريا على بونة، فأكرمه واستقرّ في ظل دولته ومرعى نعمته، وفرض له الأرزاق وأقطع الأقطاع. وهلك هنالك فدفن ببونة سنة سبع وأربعين وستمائة وولي ابنه المستنصر

[ () ] شرق الأندلس لصد هجوم ملكي ارغون وقشتالة، فأوفدوا إليه كاتب ابن مردنيش ابا عبد الله بن الأبار فأنشده القصيدة السينية المشهورة:
أدرك بخيلك خيل الله اندلسا ... ان السبيل الى منجاتها درسا»
[1] هو محمد بن يوسف بن محمد بن عبد العظيم بن هو الجذامي. راجع أخبار ثورته في المجلد الرابع من هذا الكتاب.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست