نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 507
ممدّحا، قصده أهل البيوتات فوصلهم، ومدحه الشعراء ومدحه أبو عمر بن عبد ربّه صاحب العقد [1] وقصده من بين سائر الثوّار فعرف حقه وأعظم جائزته.
ولم يزل بين بني خلدون بإشبيليّة كما ذكره ابن حيّان وابن حزم وغيرهما، سائر أيام بني أمية إلى زمان الطوائف [2] ، وانمحت عنهم الإمارة بما ذهب لهم من الشوكة.
ولما غلب كعب بن عبّاد [3] على إشبيلية، واستبدّ على أهلها استوزر من بني خلدون هؤلاء واستعملهم في رتب دولته، وحضروا معه وقعة الجلالقة [4] كانت لابن عبّاد وليوسف بن تاشفين على ملوك الجلالقة، فاستشهد فيها طائفة كبيرة من بني خلدون هؤلاء ثبتوا في الجولة مع ابن عبّاد فاستلحموا في ذلك الموقف. بما كان الظهور للمسلمين، ونصرهم الله على عدوّهم. ثم تغلّب يوسف بن تاشفين والمرابطون على الأندلس، واضمحلّت دولة العرب وفنيت قبائلهم.
(سلفه بإفريقية) ولما استولى الموحدون [5] على الأندلس وملكوها من يد المرابطين، وكان ملوكهم عبد المؤمن وبنيه. وكان الشيخ أبو حفص [6] كبير هنتاتة زعيم دولتهم. وولّوه على إشبيلية وغرب الأندلس مرارا، ثم ولّوا ابنه عبد الواحد عليها في بعض أيامهم، ثم ابنه أبا زكريا كذلك، فكان لسلفنا بإشبيليّة اتصال بهم، وأهدى بعض أجدادنا من قبل الأمّهات، ويعرف بالمحتسب للأمير أبي زكريا [7] [1] هو أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير بن سالم أبو عمر (246- 328) الأديب الإمام صاحب العقد الفريد من أهل قرطبة (الأعلام 1/ 207) وله ترجمة في وفيات الأعيان 1/ 39. [2] يبتدأ عصر ملوك الطوائف بالأندلس بنهاية الخلافة الاموية، وينتهي بغلبة يوسف ابن تاشفين المرابطي عليهم جميعا، واستيلائه على الأندلس (راجع المجلد الرابع من هذا الكتاب) . [3] هو أبو القاسم المعتمد محمد بن المعتضد بن عباد (431- 488) أكبر ملوك الطوائف بالأندلس (راجع ترجمته في المجلد الرابع من هذا الكتاب) و (وفيات الأعيان) . [4] وفي نسخة ثانية: الزلاقة: وهي من المعارك المشهورة في تاريخ الأندلس بل في التاريخ الإسلامي، وكان لها الأثر البعيد في الحياة الإسلامية في الأندلس وقد أسهب المؤرخون في ذكرها وذكر تفاصيلها. [5] نشأت دولة الموحدين على يد محمد بن تومرت وهو المهدي. وقد ابتدأت دولتهم بالغرب سنة 514 وانتهت سنة 688 هـ، وامتد سلطانها الى الأندلس من سنة 540- 609 هـ. راجع تاريخ أبي الفداء 2/ 243. [6] هو أول التابعين لدعوة مهدي الموحدين وكان يسمى بالشيخ واسمه عمر بن يحيى بن محمد الهنتاتي ولقبه أبو حفص، وإليه تنسب الدولة الحفصية بإفريقية ومنهم من يردهم الى ذرية عمر بن الخطاب وليس هذا بصحيح.
[7] «هو الأمير أبو زكريا يحيى بن عبد الواحد الحفصي، ملك جل إفريقية. بايعه أهل الأندلس وامّله أهل
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 507